ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة .
ذكر تكش على بعض خراسان وأخذها منه . استيلاء
في هذه السنة ، في شعبان ، سار إلى السلطان ملكشاه الري ، وعرض العسكر ، فأسقط منهم سبعة آلاف رجل لم يرض حالهم ، فمضوا إلى أخيه تكش ، وهو ببوشنج ، فقوي بهم ، وأظهر العصيان على أخيه ملكشاه ، واستولى على مرو الروذ ، ومرو الشاهجان ، وترمذ ، وغيرها ، وسار إلى نيسابور طامعا في ملك خراسان .
وقيل : إن نظام الملك قال للسلطان لما أمر بإسقاطهم : إن هؤلاء ليس فيهم كاتب ، ولا تاجر ، ولا خياط ، ولا من له صنعة غير الجندية ، فإذا أسقطوا لا نأمن أن يقيموا منهم رجلا ويقولوا هذا السلطان ، فيكون لنا منهم شغل ، ويخرج عن أيدينا أضعاف ما لهم من الجاري إلى أن نظفر بهم . فلم يقبل السلطان قوله ، فلما مضوا إلى أخيه وأظهر العصيان ندم على مخالفة وزيره حيث لم ينفع الندم .
واتصل خبره بالسلطان ملكشاه ، فسار مجدا إلى خراسان ، فوصل إلى نيسابور قبل أن يستولي تكش عليها ، فلما سمع تكش بقربه منها سار عنها ، وتحصن بترمذ ، وقصده السلطان ، فحصره بها ، وكان تكش قد أسر جماعة من أصحاب السلطان ، فأطلقهم ، واستقر الصلح بينهما ، ونزل تكش إلى أخيه ، ونزل عن السلطان ملكشاه ترمذ .
[ ص: 277 ] ذكر عدة حوادث .
في هذه السنة مؤيد الملك بن نظام الملك تكريت من صاحبها المهرباط . تسلم
[ الوفيات ]
وفيها توفي أبو علي بن شبل الشاعر المشهور ، ومن شعره في الزهد :
أهم بترك الذنب ثم يردني طموح شباب بالغرام موكل فمن لي إذا أخرت ذا اليوم توبة
بأن المنايا لي إلى الشيب تمهل أأعجز ضعفا عن أدا حق خالقي
، وأحمل وزرا فوق ما يتحمل
وفيها أيضا توفي العميد أبو منصور بالبصرة .
وفيها توفي عبد السلام بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو الفتح الصوفي من أهل فارس ، سافر الكثير ، وسمع الحديث بالعراق ، والشام ، ومصر ، وأصبهان وغيرها ، وكانت وفاته بفارس ، ويوسف بن الحسن بن محمد بن الحسن أبو الهيثم التفكري ، الزنجاني ، ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ، وسمع من أبي نعيم الحافظ وغيره ، وتفقه على وأدرك أبي إسحاق الشيرازي ، وكان من العلماء العاملين ، المشتغلين بالعبادة . أبا الطيب الطبري