[ ص: 237 ] ( 552 )
ثم دخلت سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة
ذكر بالشام الزلازل
في هذه السنة في رجب ، كان بالشام زلازل كثيرة قوية خربت كثيرا من البلاد ، وهلك فيها ما لا يحصى كثرة ، فخرب منها بالمرة حماة ، وشيزر ، وكفرطاب ، والمعرة ، وأفامية ، وحصن الأكراد ، وعرقة ، واللاذقية ، وطرابلس ، وأنطاكية .
وأما ما لم يكثر فيه الخراب ولكن خرب أكثره فجميع الشام ، ، وتهدمت أسوار البلاد والقلاع ، فقام في ذلك المقام المرضي ، وخاف على بلاد الإسلام من نور الدين محمود الفرنج حيث خربت الأسوار ، فجمع عساكره وأقام بأطراف بلاده يغير على بلاد الفرنج ويعمل الأسوار في سائر البلاد ، فلم يزل كذلك حتى فرغ من جميع أسوار البلاد .
وأما كثرة القتلى ، فيكفي فيه أن معلما كان بالمدينة ، وهي مدينة حماة ، ذكر أنه فارق المكتب لمهم عرض له فجاءت الزلزلة فخربت البلد ، وسقط المكتب على الصبيان جميعهم . قال المعلم : فلم يأت أحد يسأل عن صبي كان له .