[ ص: 108 ] 58
ثم دخلت سنة ثمان وخمسين
في هذه السنة غزا مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم ، وعمرو بن يزيد الجهني في البحر ، وقيل : . جنادة بن أبي أمية
ذكر الضحاك عن الكوفة واستعمال ابن أم الحكم عزل
وفي هذه السنة عزل معاوية عن الضحاك بن قيس الكوفة واستعمل عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان الثقفي ، وهو ابن أم الحكم ، وهو ابن أخت معاوية .
وفي عمله هذه السنة خرجت الخوارج الذي كان حبسهم فجمعهم المغيرة بن شعبة حيان بن ظبيان السلمي ومعاذ بن جوين الطائي فخطباهم وحثاهم على الجهاد ، فبايعوا حيان بن ظبيان وخرجوا إلى بانقيا ، فسار إليهم الجيش من الكوفة فقتلوهم جميعا .
ثم إن عبد الرحمن بن أم الحكم طرده أهل الكوفة لسوء سيرته ، فلحق بخاله معاوية فولاه مصر ، فاستقبله على مرحلتين من معاوية بن حديج مصر ، فقال له : ارجع إلى خالك ، فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة ! فرجع إلى معاوية :
[ ص: 109 ] ثم إن وفد إلى معاوية بن حديج معاوية ، وكان إذا قدم إلى معاوية زينت له الطريق بقباب الريحان تعظيما لشأنه ، فدخل على معاوية وعنده أخته أم الحكم ، فقالت : من هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : بخ بخ ! هذا . معاوية بن حديج
قالت : لا مرحبا ، تسمع بالمعيدي خير من أن تراه ! فسمعها فقال : على رسلك يا معاوية بن حديج أم الحكم ، والله لقد تزوجت فما أكرمت ، وولدت فما أنجبت ، أردت أن يلي ابنك الفاسق علينا فيسير فينا كما سار في إخواننا من أهل الكوفة ، وما كان الله ليريه ذلك ، ولو فعل ذلك لضربناه ضربا يطأطئ منه ولو كره هذا القاعد ، يعني خاله معاوية . فالتفت إليها معاوية وقال : كفي ، فكفت .