[ ص: 122 ] 447
ثم دخلت سنة سبع وأربعين وأربعمائة
ذكر الملك الرحيم على شيراز وقطع خطبة طغرلبك فيها استيلاء
في هذه السنة في المحرم سار قائد كبير من الديلم ، يسمى فولاذ ، وهو صاحب قلعة إصطخر ، إلى شيراز ، فدخلها وأخرج عنها الأمير أبا منصور فولاستون ابن الملك أبي كاليجار ، فقصد فيروزاباذ وأقام بها .
وقطع فولاذ خطبة السلطان طغرلبك في شيراز ، وخطب للملك الرحيم ، ولأخيه أبي سعد ، وكاتبهما يظهر لهما الطاعة ، ( فعلما أنه ) يخدعهما بذلك ، فسار إليه أبو سعد ، وكان بأرجان ، ومعه عساكر كثيرة ، واجتمع هو وأخوه الأمير أبو منصور على قصد شيراز ومحاصرتها على قاعدة استقرت بينهما من طاعة أخيهما الملك الرحيم ، فتوجها نحوها فيمن معهما من العساكر ، وحصرا فولاذ فيها .
وطال الحصار إلى أن عدم القوت فيها ، وبلغ السعر سبعة أرطال حنطة بدينار ، ومات أهلها جوعا ، وكان من بقي فيها نحو ألف إنسان ، وتعذر المقام في البلد على فولاذ ، ففر هاربا مع من في صحبته من الديلم إلى نواحي البيضاء وقلعة إصطخر ، ودخل الأمير أبو سعد ، والأمير أبو منصور شيراز ، وعساكرهما ، وملكوها وأقاموا بها .