[ ص: 372 ] 568
ثم دخلت سنة ثمان وستين وخمسمائة
ذكر خوارزم شاه أرسلان وملك ولده سلطان شاه وبعده ولده الآخر تكش وقتل وفاة المؤيد وملك ابنه
في هذه السنة توفي ، قد عاد من قتال خوارزم شاه أرسلان بن أتسز بن محمد بن أنوشتكين الخطا مريضا ، فتوفي ، وملك بعده سلطان شاه محمود ، ودبرت والدته المملكة والعساكر .
وكان ابنه الأكبر علاء الدين تكش مقيما في الجند قد أقطعه أبوه إياها ، فلما بلغه موت أبيه وتولية أخيه الصغير أنف من ذلك ، وقصد ملكالخطا ، واستمده على أخيه ، وأطمعه في الأموال وذخائر خوارزم ، فسير معه جيشا كثيفا مقدمهم قوما ، فساروا حتى قاربوا خوارزم ، فخرج سلطان شاه وأمه إلى المؤيد ، فأهدى له هدية جليلة المقدار ، ووعده أموال خوارزم وذخائرها ، فاغتر بقوله ، وجمع جيوشه وسار معه حتى بلغ سوبرنى ، بليدة على عشرين فرسخا من خوارزم ، وكان تكش قد عسكر بالقرب منها ، فتقدم إليهم ، فلما تراءى الجمعان انهزم عسكر المؤيد ، وكسر المؤيد وأخذ أسيرا ، وجيء به إلى ، فأمر بقتله ، فقتل بين يديه صبرا . خوارزم شاه تكش
وهرب سلطان شاه ، وأخذ إلى دهستان ، فقصده ، فافتتح المدينة عنوة ، فهرب خوارزم شاه تكش سلطان شاه وأخذت أمه فقتلها تكش ، وعاد إلى خوارزم .
[ ص: 373 ] ولما عاد المنهزمون من عسكر المؤيد إلى نيسابور ملكوا ابنه طغان شاه أبا بكر بن المؤيد ، واتصل به سلطان شاه ، ثم سار من هناك إلى غياث الدين ملك الغورية ، فأكرمه وعظمه وأحسن ضيافته .
وأما علاء الدين تكش ، فإنه لما ثبت قدمه بخوارزم اتصلت به رسل الخطا بالاقتراحات والتحكم كعادتهم ، فأخذته حمية الملك والدين ، وقتل أحد أقارب الملك ، وكان قد ورد إليه ومعه جماعة أرسلهم ملكهم في مطالبة خوارزم شاه بالمال ، فأمر خوارزم شاه أعيان خوارزم ، فقتل كل واحد منهم رجلا من الخطا ، فلم يسلم منهم أحد ، ونبذوا إلى ملك الخطا عهده .
وبلغ ذلك سلطان شاه ، فسار إلى ملك الخطا واغتنم الفرصة بهذه الحال واستنجده على أخيه علاء الدين تكش ، وزعم له أن أهل خوارزم معه يريدونه ، ويختارون ملكه عليهم ، ولو رأوه لسلموا البلد إليه ، فسير معه جيشا كثيرا من الخطا مع قوما أيضا ، فوصلوا إلى خوارزم ، فحصروها ، فأمر خوارزم شاه علاء الدين بإجراء ماء جيحون عليهم فكادوا يغرقون ، فرحلوا ولم يبلغوا منها غرضا ، ولحقهم الندم حيث لم ينفعهم ، ولاموا سلطان شاه وعنفوه ، فقال لقوما : لو أرسلت معي جيشا إلى مرو لاستخلصتها من يد دينار الغزي ، وكان قد استولى عليها من حين كانت فتنة الغز إلى الآن ، فسير معه جيشا ، فنزل على سرخس على غرة من أهلها ، وهجموا على الغز ، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، فلم يتركوا بها أحدا منهم ، وألقى دينار ملكهم نفسه في خندق القلعة ، فأخرج منه ، ودخل القلعة وتحصن بها .
وسار سلطان شاه إلى مرو ، فملكها ، وعاد الخطا إلى ما وراء النهر ، وجعل سلطان شاه دأبه قتال الغز وقصدهم ، والقتل فيهم ، والنهب منهم ، فلما عجز دينار عن مقاومته أرسل إلى نيسابور إلى طغان شاه بن المؤيد يقول له ليرسل إليه من يسلم إليه قلعة سرخس ، فأرسل إليه جيشا مع أمير اسمه قراقوش ، فسلم إليه دينار القلعة ولحق بطغان شاه ، فقصد سلطان شاه سرخس ، وحصر قلعتها ، وبلغ ذلك طغان شاه ، فجمع جيوشه وقصد سرخس ، فلما التقى هو وسلطان شاه فر طغان شاه إلى نيسابور ، وذلك سنة ست وسبعين وخمسمائة ، فأخلى قراقوش قلعة سرخس ولحق بصاحبه ، وملكها [ ص: 374 ] سلطان شاه ، ثم أخذ طوس ، والزام ، وضيق الأمر على طغان شاه بعلو همته ، وقلة قراره ، وحرصه على طلب الملك .
وكان طغان شاه يحب الدعة ومعاقرة الخمر ، فلم يزل الحال كذلك إلى أن مات طغان شاه سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة في المحرم ، وملك ابنه سنجر شاه ، فغلب عليه مملوك جده المؤيد ، اسمه منكلي تكين ، فتفرق الأمراء أنفة من تحكمه ، واتصل أكثرهم بسلطان شاه ، وسار الملك دينار إلى كرمان ، ومعه الغز ، فملكها .
وأما منكلي تكين فإنه أساء السيرة في الرعية ، وأخذ أموالهم ، وقتل بعض الأمراء ، فسمع خوارزم شاه بذلك ، فسار إليه ، فحصره بنيسابور في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ، فحصرها شهرين ، فلم يظفر بها وعاد إلى خوارزم ، ثم رجع سنة ثلاث وثمانين إلى نيسابور ، فحصرها ، وطلبوا منه الأمان ، فأمنهم ، فسلموا البلد إليه ، فقتل منكلي تكين وأخذ سنجر شاه وأكرمه ، وأنزله بخوارزم ، وأحسن إليه ، فأرسل إلى نيسابور يستميل أهلها ليعود إليهم ، فسمع به خوارزم شاه ، فأخذ سنجر شاه فسمله ، وكان قد تزوج بأمه وزوجه بابنته ، فماتت ، فزوجه بأخته ، وبقي عنده إلى أن مات سنة خمس وتسعين وخمسمائة .
ذكر هذا أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي في كتاب " مشارب التجارب " ، وقد ذكر غيره من العلماء بالتواريخ هذه الحوادث مخالفة لهذا في بعض الأمور مع تقديم وتأخير ، ونحن نوردها ، فقال إن تكش خوارزم شاه إيل أرسلان أخرج أخاه سلطان شاه من خوارزم ، وكان قد ملكها بعد موت أبيه ، فجاء إلى مرو ، فملكها وأزاح الغز عنها ، فخرجوا أياما ، ثم عادوا عليه ، فأخرجوه منها ، وانتهبوا خزانته ، وقتلوا أكثر رجاله ، فعبر إلى الخطا ، فاستنجدهم ، وضمن لهم مالا ، وجاء بجيش عظيم ، فأخرج الغز عن مرو ، وسرخس ، ونسا ، وأبيورد ، وملكها ورد الخطا .
فلما أبعدوا كاتب يطلب منه أن ينزل عن غياث الدين الغوري هراة وبوشنج وباذغيس وما والاها ، ويتوعده إن هو لم ينزل عن ذلك ، فأجابه غياث الدين يطلب منه إقامة الخطبة له بمرو وسرخس وما ملكه من بلاد خراسان ، فلما سمع الرسالة سار عن مرو وشن الغارات على باذغيس وبيوار وما والاها ، وحصر بوشنج ونهب [ ص: 375 ] الرساتيق ، وصادر الرعايا ، فلما سمع غياث الدين ذلك لم يرض لنفسه أن يسير هو بل سير ملك سجستان ، وكاتب ابن أخته بهاء الدين سام ، صاحب باميان ، باللحاق به ، لأن أخاه شهاب الدين كان بالهند ، والزمان شتاء ، فجاء بهاء الدين ابن أخت غياث الدين وملك سجستان ومن معهما من العساكر ، ووافق ذلك وصول سلطان شاه إلى هراة ، فلما علم بوصولهم عاد إلى مرو من غير أن يقاتلهم ، وأحرق كل ما مر به من البلاد ونهبه ، وأقام بمرو إلى الربيع ، وأعاد مراسلة غياث الدين في المعنى ، فأرسل إلى أخيه شهاب الدين يعرفه الحال ، فنادى في عساكره الرحيل لساعته ، وعاد إلى خراسان ، واجتمع هو وأخوه غياث الدين وملك سجستان وغيرهم من العساكر ، وقصدوا سلطان شاه ، فلما علم ذلك جمع عساكره واجتمع عليه ، من الغز والمفسدين ، وقطاع الطريق ، ومن عنده طمع ، خلق كثير ، فنزل غياث الدين ومن معه في الطالقان ، ونزل سلطان شاه بمرو الروذ ، وتقدم عسكر الغورية إليه ، وتواعدوا للمصاف .
وبقوا كذلك شهرين والرسل تتردد بين غياث الدين وبين سلطان شاه ، وشهاب الدين يطلب من أخيه غياث الدين الإذن في الحرب ، فلا يتركه ، وتقرر الأمر على أن يسلم غياث الدين إلى سلطان شاه بوشنج وباذغيس وقلاع بيوار ، وكره ذلك شهاب الدين وبهاء الدين سام ، صاحب باميان ، إلا أنهما لم يخالفا غياث الدين ، وفي آخر الأمر حضر رسول سلطان شاه عند غياث الدين ، وحضر الأمراء ; ليكتب العهد ، فقال الرسول : إن سلطان شاه يطلب أن يحضر شهاب الدين وبهاء الدين هذا الأمر ، فأرسل غياث الدين إليهما ، فأعادا الجواب : إننا مماليكك ، ومهما تفعل لا يمكننا مخالفتك .
فبينما الناس مجتمعون في تحرير الأمر وإذ قد أقبل مجد الدين العلوي الهروي ، وكان خصيصا بغياث الدين بحيث يفعل في ملكه ما يختار فلا يخالف ، فجاء العلوي ويده في يد ألب غازي ابن أخت غياث الدين ، وقد كتبوا الكتاب ، وقد أحضر غياث الدين أخاه شهاب الدين وبهاء الدين سام ملك الباميان ، فجاء العلوي كأنه يسار غياث الدين ، ووقف في وسط الحلقة ، وقال للرسول : يا فلان ! تقول لسلطان شاه : قد تم لك الصلح من جانب السلطان الأعظم ، ومن شهاب الدين ، وبهاء الدين ، ويقول لك العلوي خصمك : أنا ومولانا ألب غازي بيننا وبينك السيف ، ثم صرخ صرخة ومزق ثيابه ، وحثا التراب على رأسه وأقبل على غياث الدين ، وقال له : هذا واحد طرده [ ص: 376 ] أخوه ، وأخرجه فريدا وحيدا ، لم تترك له ما ملكناه بأسيافنا من الغز والأتراك السنجرية ؟ فإذا سمع هذا عنا يجيء أخوه يطلب منازعته الهند وجميع ما بيدك ، فحرك غياث الدين رأسه ولم يتفوه بكلمة ، فقال ملك سجستان للعلوي : اترك الأمر ينصلح .
فلما لم يتكلم غياث الدين مع العلوي قال شهاب الدين لجاووشيته : نادوا في العسكر بالتجهز للحرب ، والتقدم إلى مرو الروذ ، وقام ، وأنشد العلوي بيتا من الشعر عجميا معناه : إن الموت تحت السيوف أسهل من الرضى بالدنية ، فرجع الرسول إلى سلطان شاه ، وأعلمه الحال ، فرتب عساكره للمصاف ، والتقى الفريقان واقتتلوا ، فصبروا للحرب ، فانهزم سلطان شاه وعسكره ، وأخذ أكثر أصحابه أسرى ، فأطلقهم غياث الدين ، ودخل سلطان شاه مرو في عشرين فارسا ، ولحق به من أصحابه نحو ألف وخمسمائة فارس .
ولما سمع بما جرى لأخيه سار من خوارزم شاه تكش خوارزم في ألفي فارس وأرسل إلى جيحون ثلاثة آلاف فارس يقطعون الطريق على أخيه إن أراد الخطا ، وجد في السير ليقبض على أخيه قبل أن يقوى ، فأتت الأخبار سلطان شاه بذلك ، فلم يقدر على عبور جيحون إلى الخطا ، فسار إلى غياث الدين وكتب إليه يعلمه قصده إليه ، فكتب إلى هراة وغيرها من بلاده بإكرامه واحترامه وحمل الإقامات إليه ، ففعل به ذلك ، وقدم على غياث الدين ، والتقاه ، وأكرمه وأنزله معه في داره ، وأنزل أصحاب سلطان شاه كل إنسان منهم عند من هو في طبقته ، فأنزل الوزير عند وزيره والعارض عند عارضه ، وكذلك غيرهم ، وأقام عنده حتى انسلخ الشتاء ، فأرسل علاء الدين بن خوارزم شاه إلى غياث الدين يذكره ما صنعه أخوه سلطان شاه معه من تخريب بلاده ، وجمع العساكر عليه ، ويشير بالقبض عليه ورده إليه ، فأنزل الرسول ، وإذ قد أتاه كتاب نائبه بهراة يخبره أن كتاب خوارزم شاه جاءه يتهدده ، فأجابه أنه لا يظهر لخوارزم شاه أنه أعلمه بالحال ، وأحضر الرسول ، وقال له : تقول لعلاء الدين : أما قولك إن سلطان شاه أخرب البلاد وأراد ملكها ، فلعمري إنه ملك وابن ملك ، وله همة عالية ، وإذا أراد الملك ، فمثله أراده ، وللأمور مدبر يوصلها إلى مستحقها ، وقد التجأ إلي ، وينبغي أن تنزاح عن بلاده ، وتعطيه نصيبه مما خلف أبوه ، ومن الأملاك التي خلف ، والأموال ، [ ص: 377 ] وأحلف لكما يمينا على المودة والمصافاة ، وتخطب لي بخوارزم ، وتزوج أخي شهاب الدين بأختك .
فلما سمع خوارزم شاه الرسالة امتعض لذلك ، وكتب إلى غياث الدين كتابا يتهدده بقصد بلاده ، فجهز غياث الدين العساكر مع ابن أخت ألب غازي وصاحب سجستان ، وسيرهما مع سلطان شاه إلى خوارزم ، وكتب إلى المؤيد صاحب نيسابور يستنجده ، وكان قد صار بينهما مصاهرة : زوج المؤيد ابنه طغان بابنة غياث الدين ، فجمع المؤيد عساكره ، وأقام بظاهر نيسابور على طريق خوارزم .
وكان خوارزم شاه قد سار عن خوارزم إلى لقاء عسكر الغورية الذين مع أخيه سلطان شاه ، وقد نزلوا بطرف الرمل ، فبينما هو في مسيره أتاه خبر المؤيد أنه قد جمع عساكره ، وأنه على قصد خوارزم إذا فارقها ، فسقط في يديه وعاد فوقع في قلبه ، وعاد إلى خوارزم ، فأخذ أمواله وذخائره وعبر جيحون إلى الخطا ، وأخلى خوارزم فوقع بها خبط عظيم ، فحضر جماعة من أعيانها عند ألب غازي وسألوه إرسال أمير معهم يضبط البلد ، فخاف أن تكون مكيدة ، فلم يفعل .
فبينما هم في ذلك توفي سلطان شاه ، سلخ رمضان سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، فكتب ألب غازي إلى غياث الدين يعلمه الخبر ، فكتب إليه يأمره بالعود إليه ، فرجع ومعه أصحاب سلطان شاه ، فأمر غياث الدين بأن يستخدموا ، وأقطع الأجناد الإقطاعات الجيدة ، وكلهم قابل إحسانه بكفران ، وسنذكره باقي أخبارهم .
ولما سمع بوفاة أخيه عاد إلى خوارزم شاه تكش خوارزم ، وأرسل إلى سرخس ومرو شحناء ، فجهز إليهم أمير هراة عمر المرغني جيشا ، فأخرجوهم ، وقال : حتى نستأذن السلطان غياث الدين ، وأرسل خوارزم شاه رسولا إلى غياث الدين يطلب الصلح والمصاهرة ، وسير مع رسوله جماعة من فقهاء خراسان والعلويين ، ومعهم وجيه الدين محمد بن محمود ، وهو الذي جعل غياث الدين شافعيا ، وكان له عنده [ ص: 378 ] منزلة كبيرة ، فوعظوه ، وخوفوه الله تعالى ، وأعلموه أن خوارزم شاه يراسلهم ويتهددهم بأنه يجيء بالأتراك والخطا ويستبيح حريمهم وأموالهم ، وقالوا له : إما أن تحضر أنت بنفسك ، وتجعل مرو دار ملكك ، حتى ينقطع طمع الكافرين عن البلاد ويأمن أهلها ، وإما أن تصالح خوارزم شاه ، فأجاب إلى الصلح وترك معارضة البلاد .
فلما سمع من بخراسان من الغز بذلك طمعوا في البلاد ، فعاودوا النهب والإحراق والتخريب ، فسمع خوارزم شاه فجمع عساكره وحضر بخراسان ، ودخل مرو وسرخس ونسا وأبيورد وغيرها ، وأصلح البلاد ، وتطرق إلى طوس وهي للمؤيد صاحب نيسابور ، فجمع المؤيد جيوشه وسار إليه ، فلما سمع المؤيد بعود خوارزم شاه طمع فيه وتبعه ، فلما سمع خوارزم شاه بذلك أرسل إلى المناهل التي في البرية فألقى فيها الجيف والتراب بحيث لم يمكن الانتفاع بها .
فلما توسط المؤيد البرية طلب الماء فلم يجده ، فجاء خوارزم شاه إليه وهو على تلك الحال ، ومعه الماء على الجمال ، فأحاط به ، فأما عسكره فاستسلموا بأسرهم ، وجيء بالمؤيد أسيرا إلى خوارزم شاه ، فأمر بضرب عنقه ، فقال له : يا مخنث هذا فعال الناس ؟ فلم يلتفت إليه ، وقتله وحمل رأسه إلى خوارزم .
فلما قتل ملك نيسابور ملك ما كان له ابنه طغان شاه . فلما كان من قابل جمع خوارزم شاه عساكره وسار إلى نيسابور ، فحاصرها وقاتلها ، فمنعه طغان شاه ، فعاد عنه ثم رجع إليه ، فخرج إليه طغان شاه ، فقاتله ، فأسر طغان شاه ، وأخذه ، وزوجه أخته ، وحمله معه إلى خوارزم ، وملك نيسابور وجميع ما كان لطغان شاه من الملك وعظم شأنه وقوي أمره .
هذا الذي ذكره في هذه الرواية مخالف لما تقدم ، ولو أمكن الجمع بين الروايتين لفعلت ، فإن أحدهما قد قدم ما أخره الآخر ، فلهذا أوردنا جميع ما قالاه ، ولبعد البلاد عنا لم نعلم أي القولين أصح لنذكره ونترك الآخر ، وإنما أوردتها في موضع واحد لأن أيام سلطان شاه لم تطل له ولأعقابه حتى تتفرق على السنين ، فلهذا أوردتها متتابعة .