[ ص: 55 ] ذكر يرد
وقيل يارد بن مهلائيل ، أمه خالته سمعن ابنة براكيل بن محويل بن حنوخ بن قين بن آدم ، ولد بعدما مضى من عمر آدم أربعمائة سنة وستون سنة ، وفي أيامه عملت الأصنام ، وعاد من عاد عن الإسلام . ثم نكح يرد ، في قول - وهو ابن مائة واثنتين وستين سنة - ابن إسحاق بركتا ابنة الدرمسيل بن محويل بن حنوخ بن قين بن آدم ، فولدت له حنوخ ، وهو إدريس النبي ، فكان آدم أعطي النبوة وخط بالقلم ، وأول من نظر في علوم النجوم ، والحساب . وحكماء اليونانيين يسمونه أول بني هرمس الحكيم ، وهو عظيم عندهم ، فعاش يرد بعد مولد إدريس ثمانمائة سنة ، وولد له بنون وبنات ، فكان عمره تسعمائة سنة واثنتين وستين سنة .
وقيل : ، وهو أنزل على إدريس ثلاثون صحيفة ، وأول من سبى من ولد أول من جاهد في سبيل الله وقطع الثياب وخاطها قابيل بن آدم فاسترق منهم ، وكان وصي والده يرد فيما كان آباؤه وصوا به إليه ، وفيما أوصى بعضهم بعضا .
وتوفي آدم بعد أن مضى من عمر إدريس ثلاثمائة وثماني سنين .
ودعا إدريس قومه ووعظهم ، وأمرهم بطاعة الله تعالى ومعصية الشيطان ، وأن لا يلابسوا ولد قابيل ، فلم يقبلوا منه .
قال : وفي التوراة أن الله رفع إدريس بعد ثلاثمائة سنة وخمس وستين سنة من [ ص: 56 ] عمره ، وبعد أن مضى من عمر أبيه خمسمائة سنة وسبع وعشرون سنة ، فعاش أبوه بعد ارتفاعه أربعمائة وخمسا وثلاثين سنة تمام تسعمائة واثنتين وستين سنة .
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا ذر ، من الرسل أربعة سريانيون : آدم ، وشيث ، ونوح ، وحنوخ ، وهو أول من خط بالقلم ، وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة . وقيل : إن الله أرسله إلى جميع أهل الأرض في زمانه ، وجمع له علم الماضين وزاده ثلاثين صحيفة . وقال بعضهم : ملك بيوراسب في عهد إدريس ، وكان قد وقع عليه من كلام آدم ، فاتخذه سحرا ، وكان بيوراسب يعمل به .
( يارد بياء معجمة باثنتين من تحتها ، وراء مهملة ، وذال معجمة . وحنوخ بحاء مهملة مفتوحة ، ونون بعدها واو ، وخاء معجمة ، وقيل بخائين معجمتين ) .