ذكر الكرج على بلاد الإسلام غارة
في هذه السنة أغارت الكرج على بلاد الإسلام من ناحية أذربيجان ، فأكثروا العيث والفساد والنهب والسبي ، ثم أغاروا على ناحية خلاط من أرمينية ، فأوغلوا في البلاد حتى بلغوا ملازكرد ، ولم يخرج إليهم أحد من المسلمين يمنعهم ، فجاسوا خلال البلاد ينهبون ويأسرون ويسبون ، وكلما [ تقدموا ] تأخرت عساكر المسلمين عنهم . ثم إنهم رجعوا ، فالله - تعالى - ينظر إلى الإسلام وأهله ، وييسر لهم من يحمي بلادهم ، ويحفظ ثغورهم ، ويغزو أعداءهم .
وفيها أغارت الكرج [ على ] بلاد خلاط ، فأتوا إلى أرجيش ونواحيها ، فنهبوا ، وسبوا ، وخربوا البلاد ، وساروا إلى حصن التين ، من أعمال خلاط ، وهو مجاور أرزن الروم ، فجمع صاحب خلاط عسكره وسار إلى ولد قلج أرسلان ، صاحب أرزن الروم ، فاستنجده على الكرج ، فسير عسكره جميعه معه ، فتوجهوا نحو الكرج ، فلقوهم ، وتصافوا ، واقتتلوا ، فانهزمت الكرج ، وقتل زكري الصغير ، وهو من أكابر مقدميهم ، وهو الذي كان مقدم هذا العسكر من الكرج والمقاتل بهم ، وغنم المسلمون ما معهم من الأموال والسلاح والكراع وغير ذلك ، وقتلوا منهم خلقا كثيرا ، وأسروا كذلك ، وعاد إلى بلاده .