[ ص: 452 ] 577
ثم دخلت سنة سبع وسبعين وخمسمائة
ذكر الكرك من الشام غزاة إلى بلد
في هذه السنة سار فرخشاه نائب صلاح الدين بدمشق إلى أعمال كرك ونهبها .
وسبب ذلك أن البرنس أرناط ، صاحب الكرك ، كان من شياطين الفرنج ومردتهم ، وأشدهم عداوة للمسلمين ، فتجهز ، وجمع عسكره ومن أمكنه الجمع ، وعزم على المسير في البر إلى تيماء ، ومنها إلى مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - للاستيلاء على تلك النواحي الشريفة فسمع عز الدين فرخشاه ذلك ، فجمع العساكر الدمشقية وسار إلى بلده ونهبه وخربه ، وعاد إلى طرف بلادهم ، وأقام بها ليمنع البرنس من بلاد الإسلام ، فامتنع بسببه من مقصده ، فلما طال مقام كل واحد منهما في مقابلة الآخر علم البرنس أن المسلمين لا يعودون حتى يفرق جمعه ، ففرقهم وانقطع طمعه من الحركة ، فعاد فرخشاه إلى دمشق ، وكفى الله المؤمنين شر الكفار .