ذكر المؤيد وخلاصه أسر
قد ذكرنا أن المؤيد أي أبه تخلف عن السلطان ركن [ الدين ] محمود بن محمد بجرجان ، فلما كان الآن سار من جرجان إلى خراسان ، فنزل بقرية من قرى خبوشان ، اسمها زانك ، وبها حصن ، فسمع الغز بوصوله إلى زانك ، فساروا إليه وحصروه فيه ، فخرج منه هاربا ، فرآه واحد من الغز ، فأخذه ، فوعده بمال جزيل إن أطلقه ، فقال الغزي : وأين المال ؟ فقال : هو مودع في بعض هذه الجبال .
فسار هو والغزي ، فوصلا إلى جدار قرية فيها بساتين وعيون ، فقال للفارس : المال ها هنا ; وصعد الجدار ونزل من ظهره ومضى هاربا ، فرأى الغز قد ملئوا الأرض ، فدخل قرية ، فعرفه طحان فيها ، فأعلم زعيم القرية به ، وطلب منه مركبا ، فأتاه بما أراد ، وأعانه على الوصول إلى نيسابور ، فوصل إليها ، واجتمعت عليه العساكر وقوي أمره وعاد إلى حاله ، وأحسن إلى الطحان ، وبالغ في الإحسان إليه .