ذكر نسب العاضد ، وولي الخلافة بعده بمصر ابنه الظافر بأمر الله أبو منصور إسماعيل بن عبد المجيد الحافظ ، واستوزر ابن مصال ، فبقي أربعين يوما يدبر الأمور ، فقصده من ثغر العادل بن السلار الإسكندرية ، ونازعه في الوزارة ، وكان ابن مصال قد خرج من القاهرة في طلب بعض المفسدين من السودان ، فخلفه العادل بالقاهرة وصار وزيرا .
وسير عباس بن أبي الفتوح بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس الصنهاجي في عسكر وهو ربيب العادل ، إلى ابن مصال ، فظفر به وقتله ، وعاد إلى القاهرة ، واستقر العادل وتمكن ، ولم يكن للخليفة معه حكم .
وأما سبب وصول العباس إلى مصر ، فإن جده يحيى أخرج أباه أبا الفتوح من المهدية ، فلما توفي يحيى ، وولي بعده بلاد إفريقية ابنه علي بن يحيى بن تميم [ بن يحيى صاحب ] إفريقية ، أخرج أخاه أبا الفتوح بن يحيى والد عباس من إفريقية سنة تسع وخمسمائة ، فسار إلى الديار المصرية ومعه زوجته بلارة ابنة القاسم بن تميم بن المعز بن باديس ، وولده عباس هذا وهو صغير يرضع ; ونزل أبو الفتوح بالإسكندرية فأكرم ، وأقام بها مدة يسيرة ، وتوفي وتزوجت بعده امرأته بلارة بالعادل بن السلار .
وشب العباس ، وتقدم عند الحافظ ، حتى ولي الوزارة بعد العادل ; فإن العادل قتل في المحرم سنة ثمان وأربعين [ وخمسمائة ] . قيل : وضع عليه عباس من قتله ، [ ص: 170 ] فلما قتل ولي الوزارة بعده ، وتمكن فيها ، وكان جلدا حازما ، ومع هذا ففي أيامه أخذ الفرنج عسقلان ، واشتد وهن الدولة بذلك ; وفي أيامه أخذ نور الدين محمود دمشق من ، وصار الأمر بعد هذا إلى أن أخذت مجير الدين أبق مصر منهم ، على ما نذكره بعد إن شاء الله تعالى .