[ ص: 669 ] 309
ثم دخلت سنة تسع وثلاثمائة
ذكر ليلى بن النعمان الديلمي قتل
في هذه السنة قتل ليلى بن النعمان الديلمي ، وكان ليلى هذا أحد قواد أولاد الأطروش العلوي ، وكان إليه ولاية جرجان ، وكان قد استعمله عليها الحسن بن القاسم الداعي سنة ثمان وثلاثمائة ، وكان أولاد الأطروش يكاتبونه : المؤيد لدين الله المنتصر لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلى بن النعمان ، وكان كريما ، بذالا للأموال ، شجاعا ، مقداما على الأهوال .
وسار من جرجان إلى الدامغان ، فحاربه أهلها ، فقتل منهم مقتلة عظيمة وعاد إلى جرجان ، فابتنى أهل الدامغان حصنا يحميهم ، وسار قراتكين إليه بجرجان ، فحاربه على نحو عشرة فراسخ من جرجان ، فانهزم قراتكين ، واستأمن غلامه بارس إلى ليلى ومعه ألف فارس ، فأكرمه ليلى ، وزوجه أخته ، واستأمن إليه أبو القاسم بن حفص ابن أخت أحمد بن سهل ، فأكرمه ليلى .
ثم إن الأجناد كثروا على ليلى بن النعمان ، فضاقت الأموال عليه ، فسار نحو نيسابور بأمر الحسن بن القاسم الداعي ، وتحريض أبي القاسم بن حفص وكان بها قراتكين ، فوردها في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة ، وأقام بها الخطبة للداعي ، وأنفذ السعيد نصر من بخارى إليه حمويه بن علي ، فالتقوا بطوس ، واقتتلوا ، فانهزم أكثر أصحاب حمويه بن علي حتى بلغوا مرو ، وثبت حمويه ، ومحمد بن عبد الله البلغمي ، وأبو جعفر صعلوك ، وخوارزم شاه وسيمجور الدواتي ، ( فاقتتلوا ، فانهزم بعض أصحاب [ ص: 670 ] ليلى ، ومضى ليلى منهزما ) ، فدخل ( ليلى سكة ) لم يكن له فيها مخرج ، ولحقه بغرا فيها ، فلم يقدر ليلى على الهرب ، فنزل وتوارى في دار ، فقبض عليه بغرا ، وأنفذ إلى حمويه فأعلمه بذلك ، فأنفذ من قطع رأس ليلى ، ونصبه على رمح ، فلما رآه أصحابه طلبوا الأمان فأمنوا .
ثم قال حمويه للجند : قد مكنكم الله من شياطين الجيل والديلم ، فأبيدوهم واستريحوا منهم أبد الدهر ، فلم يفعلوا ، وحامى كل قائد جماعة فخرج منهم من خرج بعد ذلك ، وكان قتل ليلى في ربيع الأول سنة تسع وثلاثمائة وحمل رأسه إلى بغداذ ، وبقي بارس غلام قراتكين بجرجان .
وقيل إن حمويه لما سار إلى قتال ليلى قيل له : إن ليلى يستبطئك في قصده ، فقال : إني ألبس أحد خفي للحرب العام ، والآخر في العام المقبل ، فبلغ قوله ليلى ، فقال : لكني ألبس أحد خفي للحرب قاعدا ، والثاني قائما وراكبا فلما قتل قال حمويه : هكذا من تعجل إلى الحرب .