الأمين خلافة
وفي هذه السنة بويع الأمين بالخلافة في عسكر الرشيد ، صبيحة الليلة التي توفي فيها ، وكان حينئذ المأمون بمرو ، فكتب حمويه مولى المهدي ، صاحب البريد ، إلى نائبه ببغداذ ، وهو سلام أبو مسلم ، يعلمه بوفاة الرشيد ، فدخل أبو مسلم على الأمين فعزاه ، وهنأه بالخلافة ، فكان أول الناس فعل ذلك .
وكتب صالح بن الرشيد إلى أخيه الأمين يخبره بوفاة الرشيد ، مع رجاء الخادم ، [ ص: 396 ] وأرسل معه الخاتم ، والقضيب ، والبردة ، فلما وصل رجاء انتقل الأمين من قصره بالخلد إلى قصر الخلافة ، وصلى بالناس الجمعة ، ثم صعد المنبر فنعى الرشيد وعزى نفسه والناس ، ووعدهم الخير ، وأمن الأبيض والأسود ، وفرق في الجند الذين ببغداذ رزق أربعة وعشرين شهرا ، ودعا إلى البيعة ، فبايعه جلة أهل بيته ، ( ووكل عم أبيه سليمان بن المنصور بأخذ البيعة ) على القواد وغيرهم ، وأمر السندي أيضا بمبايعة من عداهم .