قلت: وهذا الذي قاله أبو المعالي من الاعتناء بهذا الأصل متفق عليه بين الطوائف، والذي ذكره عن النفاة هو قول الجهمية الذي ذكره ولهذا الإمام أحمد، أنه لا يسمى الله بشيء، ونقلوا عنه أنه لا يسميه باسم من الأسماء التي يسمي بها الخلق: جهم كالحي، والعالم، والسميع، والبصير، بل يسميه قادرا خالقا، لأن العبد عنده ليس بقادر، إذ كان هو رأس نقلوا عن الجهمية الجبرية.
ولما كان كل موجودين لا بد أن يكون بينهما اتفاق من بعض [ ص: 188 ] الوجوه واختلاف من بعض الوجوه، وقد أنكر طائفة من الناس ذلك، وقالوا: المتماثلان لا يختلفان بحال، والمختلفان لا يشتبهان في شيء ألبتة.
واضطرب من خالف شيئا من السنة في الأصل الذي يضبطه في نفي التشبيه، إذ جعل مسمى التشبيه والتمثيل واحدا، الباطنية وبعض الفلاسفة: إن الاشتراك في صفة من صفات الإثبات يوجب الاشتباه والتماثل. فقالت
وقال النجار المثلان هما المجتمعان في صفة من صفات الإثبات، إذا لم يكن أحدهما بالثاني، ليحترز بهذا القيد عن القديم والحادث. والقلانسي: