الوجه الثامن: أن قول القائل: له من ذاته الإمكان، أو أن ذاته تقبل الوجود والعدم ونحو ذلك.
يقال له: فإن كانت واجبة أو ممتنعة بطل كونها ممكنة، وإن كانت ممكنة فلا تكون ذاتا إلا بأمر آخر يجعلها ذاتا، كما أنها لا تكون موجودة إلا بأمر آخر يجعلها موجودة. بل قياس ما ذكروه أنه لا يثبت كونها ذاتا إلا بسبب، [ ص: 348 ] ولا ينتفي كونها ذاتا إلا بسبب، وهذا يفضي إلى التسلسل، لأن القول فيما يوصف بكونه ذاتا كالقول فيما يوصف بكونه موجودا. هذه الذات هي من حيث هي ذات، مع قطع النظر عن وجودها كما فرضتم ذلك، هي واجبة أو ممكنة أو ممتنعة،