قال «فإن قيل: فإذا أبو حامد: قلنا: قول القائل: كل مركب يحتاج إلى مركب كقوله: كل موجود يحتاج إلى موجد، فيقال له: الأول قديم موجود لا علة له ولا موجد. فكذلك يقال: موصوف قديم ولا علة لذاته ولا لصفته ولا لقيام صفاته بذاته، بل الكل قديم بلا علة، وأما الجسم فإنما لم يجز أن يكون هو الأول لأنه حادث من حيث إنه لا يخلو عن الحوادث، ومن لم يثبت له حدوث الجسم يلزمه أن تكون العلة الأولى جسما كما سنلزمه عليكم فيما بعد». أثبتم ذاتا وصفة وحلولا للصفة بالذات فهو مركب، وكل تركيب يحتاج إلى مركب، ولذلك لم يجز أن يكون الأول جسما لأنه مركب،