فهذه الصفات ونحوها مما يعلم بالعقل. قال: (ثم علموا سائر صفاته توقيفا عن الكتاب المنزل) . وهذا كالصفات الخبرية: مثل الوجه، واليدين، والاستواء على العرش، ونحو ذلك.
قال (فأما الأعراض فإن التعلق بها إما أن يكون عذرا، وإما أن يكون تصحيح الدلالة من جهتها عسرا متعذرا، وذلك أن اختلاف الناس قد كثر فيها، فمن قائل: لا عرض في الدنيا ناف لوجود الأعراض أصلا، وقائل: إنما هي قائمة بأنفسها، لا تخالف الجواهر في هذه الصفة، إلى غير ذلك من الاختلاف فيها. وأوردوا في نفيها شبها قوية، فالاستدلال بها، والتعلق بأدلتها، لا يصح إلا بعد التخلص من تلك الشبه، والانفكاك عنها. والطريقة التي [ ص: 311 ] سلكناها سليمة من هذه الآفات، برية من هذه العيوب، فقد بان ووضح الخطابي: لكنه مستسلم مقلد، وأن سبيله سبيل الذرية في كونها تبعا للآباء في الإسلام، وثبت أن قائل هذا القول مخطئ، وبين يدي الله ورسوله متقدم، وبعامة الصحابة وجمهور السلف مزر، وعن طريق السنة عادل، وعن نهجها ناكب) . فساد قول من زعم وادعى من المتكلمين أن من لم يتوصل إلى معرفة الله تعالى وتوحيده من الوجه الذي يصححونه من الاستدلال، فإنه غير موحد في الحقيقة،