وذكر غير واحد أن هذا قول جمهور المسلمين، كما ذكر ذلك في كتابه المعروف بـ الفصل في الملل والنحل فقال في مسألة: أبو محمد بن حزم . (هل يكون مؤمنا من اعتقد الإسلام دون استدلال، أم لا يكون مسلما إلا من استدل؟)
قال: (وذهب محمد بن جرير والأشعرية إلا إلى أنه لا يكون مسلما إلا من استدل، وإلا فليس مسلما) . أبا جعفر السمناني
قال: (وقال من بلغ الاحتلام أو الإشعار من الرجال أو النساء، أو بلغ المحيض من النساء، ولم يعرف الله بجميع أسمائه وصفاته من طريق الاستدلال، فهو كافر حلال الدم والمال: وقال إنه إذا بلغ الغلام أو الجارية سبع سنين وجب تعليمهما وتدريبهما على الاستدلال على كل ذلك) . الطبري:
قال: (وقالت الأشعرية: لا يلزمهما الاستدلال على ذلك إلا [ ص: 407 ] بعد البلوغ) قال: وقال سائر أهل الإسلام: كل من اعتقد بقلبه اعتقادا لا يشك فيه، وقال بلسانه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن كل ما جاء به حق، وبرئ من كل دين سوى دين محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه مسلم مؤمن، ليس عليه غير ذلك.