وقد قال أيضا لما ذكر أقسام العلوم: أبو حامد فاعلم أن حاصل ما يشتمل عليه علم الكلام في الأدلة التي ينتفع بها فالقرآن والأخبار مشتملة عليه، وما خرج عنه فهو: إما مجادلة مذمومة، وهي من البدع، وإما مشاغبات بالتعلق بمناقضات الفرق، وتطويل وقت بنقل المقالات التي أكثرها ترهات وهذيانات تزدريها الطباع، وتمجها الأسماع، وبعضها خوض في ما لا يتعلق بالدين، ولم يكن شيء منها مألوفا في العصر الأول، فكان الخوض فيه بالكلية من البدع. (فإن قلت: لم تورد في أقسام العلوم الكلام والفلسفة، وتبين أنهما محمودان أو [ ص: 186 ] مذمومان؟