قال في أثناء الرسالة: "فليعلم الشيخ العميد أن البيهقي أبا الحسن من أولاد رضي الله عنه" . أبي موسى الأشعري
ثم ذكر من أبي موسى، والأشعريين، وذرية فضائل أمورا معروفة، إلى قال: "إلى أن بلغت النوبة إلى شيخنا أبي موسى فلم يحدث في دين الله حدثا، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الأئمة، في أصول الدين، فبصرنا بزيادة شرح وتبيين وأن ما قالوه وجاء به الشرع في الأصول صحيح في المعقول، خلاف ما زعمه أهل الأهواء من أن بعضه لا يستقيم في الآراء، فكان في بيانه [ ص: 100 ] تقوية ما لم يزل عليه أهل السنة والجماعة، ونصرة أقاويل من مضى من الأئمة، أبي الحسن الأشعري، كأبي حنيفة من أهل وسفيان الثوري الكوفة، وغيره من أهل والأوزاعي الشام، ومالك من أهل والشافعي الحرمين، ومن نحا نحوهما من أهل الحجاز، وغيرها من سائر البلاد، وغيره من أهل الحديث، كأحمد بن حنبل وغيره، والليث بن سعد ومحمد بن إسماعيل البخاري، إمامي أهل الآثار، وذلك من دأب من تصدر من الأئمة في هذه الأمة، وصار رأسا في العلم من أهل السنة، في قديم الدهر وحديثه. ومسلم بن الحجاج النيسابوري
إلى أن قال: "وحين كثرت المبتدعة في هذه الأمة، وتركوا ظاهر الكتاب والسنة، وأنكروا ما ورد أنه من صفات الله تعالى، نحو: الحياة، والقدرة، والعلم، والمشيئة، والسمع، والبصر، والكلام، وجحدوا ما دل عليه من المعراج، وعذاب القبر، والميزان، وأن الجنة والنار مخلوقتان، وأن أهل الإيمان يخرجون من النيران، وما لنبينا صلى الله عليه وسلم من الحوض والشفاعة، وأن الخلفاء الأربعة [ ص: 101 ] كانوا محقين فيما قاموا به من الولاية، وزعموا أن شيئا من ذلك لا يستقيم على العقل، ولا يصح في الرأي - أخرج الله من نسل إماما قام بنصرة دين الله، وجاهد بلسانه وبنانه من صد عن سبيل الله، وزاد في التبيين لأهل اليقين، أن ما جاء به الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف الأمة، مستقيم على العقول الصحيحة والآراء". أبي موسى الأشعري
ومضمون الرسالة إزالة ما وقع من الفتنة وإطابة قلوب أهل السنة.
قال "وإنما كان انتشار ما ذكره أبو القاسم بن عساكر: من المحنة واستعار ما أشار بإطفائه - في رسالته -من الفتنة، ما تقدم به من سب حزب الشيخ أبو بكر البيهقي في دولة السلطان أبي الحسن الأشعري، ووزارة طغرلبك، أبي نصر الكندري، وكان السلطان حنيفا سنيا، وكان وزيره معتزليا رافضيا، فلما أمر السلطان بلعن المبتدعة على المنابر في الجمع، قرن - للتسلي والتشفي - اسم الكندري الأشعرية [ ص: 102 ] بأسماء أرباب البدع، وامتحن الأئمة الأفاضل، وعزل أبا عثمان النيسابوري عن خطبة نيسابور، وفوضها إلى بعض الحنفية، فأم الجمهور، وخرج الأستاذ أبو القاسم وأبو المعالي عن البلد" .
ثم ذكر زوال تلك المحنة في دولة ابن ذلك السلطان ووزارة النظام.
وهذا الذي ذكره عنه هو المعروف في كتبه وعند أئمة الصحابة، وذكر البيهقي عن جماعة ما يوافق كلام ابن عساكر فذكر أن البيهقي أبا الحسن القابسي - وهو من كبار أئمة المالكية بالمغرب - سأل عنه فكان في جوابه: "واعلموا أن لم يأت من هذا الأمر - يعني الكلام - إلا ما أراد به إيضاح السنن، والتثبيت عليها، ودفع الشبه عنها. أبا الحسن الأشعري
وقال "انتقل الشيخ أبو بكر بن فورك: [ ص: 103 ] من مذاهب أبو الحسن الأشعري المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية، وصنف في ذلك الكتب.
وذكر كلامه في مصنفاته. ابن عساكر