وكذلك قال في كتابه الكبير المسمى "أبكار الأفكار" في مسألة أبو الحسن الآمدي لما ذكر حجة من ذكر من جهة المنازع: (إنا لا نسلم أنه لا طريق إلى معرفة الله إلا النظر والاستدلال، بل أمكن حصولها بطريق آخر، إما بأن يخلق الله تعالى [العلم] للمكلف بذلك من غير واسطة، وإما بأن يخبره به من لا يشك في صدقه، كالمؤيد بالمعجزات الصادقة، وإما بطريق السلوك والرياضة وتصفية النفس وتكميل جوهرها، حتى تصير متصلة بالعوالم العلوية، مطلعة على ما ظهر وبطن، من غير احتياج إلى تعليم وتعلم) . وجوب النظر
وقال في الجواب: (قولهم: لا نسلم توقف المعرفة على النظر. قلنا نحن إنما نقول بوجوب النظر في حق من لم يحصل له العلم بالله [ ص: 357 ] بغير النظر، وإلا فمن حصلت له المعرفة بالله بغير النظر فالنظر في حقه غير واجب) .
وكذلك ذكر هذا غير واحد من أئمة الكلام من أصحاب وغيرهم، ذكروا أن المعرفة بالله تعالى قد تحصل ضرورة، وأنهم مع قولهم بوجوب النظر فإنهم يقولون: بإيمان العامة: إما لحصول المعرفة لهم ضرورة، وإما لكونهم حصل لهم من النظر ما يقتضي المعرفة، وإما لصحة الإيمان بدون المعرفة، ونقلوا صحة إيمان العامة عن جميعهم. الأشعري