وقوله: "فإن قال قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون. قيل له: قولنا الذي به نقول: وديانتنا التي بها ندين، التمسك بكتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه نضر الله وجهه، ورفع درجته، وأجزل مثوبته – قائلون، ولمن خالف [ ص: 104 ] قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وكبير مفهم، وعلى جميع أئمة المسلمين. وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا نرد من ذلك شيئا، وأن الله إله واحد فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن أحمد بن حنبل محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن كما قال: الله مستو على عرشه الرحمن على العرش استوى [سورة طه: 5] ، وأن له وجه، كما قال: ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام [سورة طه: 27] ، وأن له يدين كما قال: بل يداه مبسوطتان [سورة المائدة: 64] ، كما قال [ ص: 105 ] لما خلقت بيدي [سورة ص 75] ، وأن له عينين بلا كيف، كما قال: تجري بأعيننا [سورة القمر: 15] ، إلى أن قال
"ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجماع المسلمين، وما كان في معناه، ولا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن الله بها، ولا نقول على الله ما لا نعلم، ونقول إن كما قال: الله يجيء يوم القيامة، وجاء ربك والملك صفا صفا [سورة الفجر: 22] ، وأن كما قال: الله يقرب من عباده كيف يشاء ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [سورة ق: 16] ، وكما قال: ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى [سورة النجم: 8-9] .