وقال في كتاب السنة "أخبرني أبو بكر الخلال أن يوسف بن موسى - أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل قيل له: أهل الجنة ينظرون إلى ربهم عز وجل ويكلمونه ويكلمهم؟ قال: نعم، ينظر وينظرون إليه، ويكلمهم ويكلمونه، كيف شاء وإذا شاء".
قال: "وأخبرني عبد الله بن حنبل، قال: أخبرني أبي حنبل بن [ ص: 30 ] إسحاق، قال: قال عمي: نحن أو يحده أحد، فصفات الله له ومنه، وهو كما وصف نفسه نؤمن بأن الله على العرش كيف شاء وكما شاء، بلا حد ولا صفة يبلغها واصف، لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية وهو يدرك الأبصار [ سورة الأنعام: 103] هو عالم الغيب والشهادة، وعلام الغيوب، ولا يدركه وصف واصف وهو كما وصف نفسه، وليس من الله من شيء محدود، ولا يبلغ علم قدرته أحد، غلب الأشياء كلها بعلمه وقدرته وسلطانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ سورة الشورى: 11] وكان الله قبل أن يكون شيء، والله هو الأول وهو الآخر، ولا يبلغ أحد حد صفاته.
قال: وأخبرني علي بن عيسى أن حدثهم، قال: سألت حنبلا عن الأحاديث التي تروى " أبا عبد الله و " إن الله يرى" و " إن الله يضع قدمه" وما أشبه [ ص: 31 ] هذه الأحاديث، فقال إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا"، أبو عبد الله: - أي لا نكيفها ولا نحرفها بالتأويل، فنقول: معناها كذا - ولا نرد منها شيئا، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، إذا كان بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء. نؤمن بها، ونصدق بها، ولا كيف ولا معنى