وروى في كتابه " الأسماء والصفات ": "حدثنا الحافظ أبو بكر البيهقي أبو عبد الله الحافظ، سمعت أبا زكريا العنبري، سمعت أبا العباس - يعني السراج - سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: دخلت يوما على طاهر بن عبد الله بن طاهر، وعنده منصور بن طلحة، فقال لي: يا أبا يعقوب، إن الله ينزل كل ليلة؟ فقلت له: نؤمن به، فقال له طاهر: ألم أنهك عن هذا الشيخ؟ ما دعاك إلى أن تسأله عن مثل هذا؟ قال إسحاق: فقلت له: إذا أنت لم تؤمن أن لك ربا يفعل ما يشاء تحتاج أن تسألني".
قال حدثنا البيهقي: أبو عبد الله الحافظ، سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ، سمعت أحمد بن سلمة يقول، سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: جمعني وهذا المبتدع - يعني إبراهيم [ ص: 29 ] بن أبي صالح - مجلس فسألني الأمير عن أخبار النزول، فسردتها فقال الأمير عبد الله بن طاهر إبراهيم: فرضي كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء، فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء، عبد الله كلامي، وأنكر على إبراهيم". قال: "هذا معنى الحكاية".
وروى بإسناده عن أبو إسماعيل الأنصاري قال: "قال حرب الكرماني، إسحاق بن إبراهيم: لقوله تعالى: لا يجوز الخوض في أمر الله تعالى، كما يجوز الخوض في فعل المخلوقين، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون [ سورة الأنبياء: 23] ولا يجوز لأحد أن يتوهم على الله تعالى بصفاته وأفعاله - يعني كما نتوهم فيهم - وإنما يجوز النظر والتفكر في أمر المخلوقين، وذلك أنه لأن الخالق يصنع ما يشاء كما يشاء. يمكن أن يكون الله موصوفا بالنزول كل ليلة إذا مضى ثلثها إلى السماء الدنيا كما يشاء، ولا يسأل: كيف نزوله؟
وعن قال: قال حرب إسحاق بن إبراهيم: ليس في النزول وصف".