مطلب : إذا ؟ كان للمرأة أزواج لمن تكون في الآخرة
وأخرج الطبراني عن والبزار رضي الله عنه قال { أنس يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو للآخر ؟ قال تخير أحسنهم خلقا كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة أم حبيبة } ورواه قالت أيضا في الكبير والأوسط من حديث الطبراني وكلاهما ضعيف . أم سلمة
وفي إعلام الموقعين للإمام ابن القيم { } . انتهى . سئل صلى الله عليه وسلم عن المرأة تتزوج الرجلين والثلاثة مع من تكون منهم يوم القيامة ؟ قال تخير فتكون مع أحسنهم خلقا
ولفظ حديث في آخر حديث طويل ذكرته في كتابي البحور الزاخرة مع بيان ضعفه { أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا فتقول أي رب إن هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار الدنيا فزوجنيه . يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة أم سلمة } . قلت يا رسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها منهم ؟ قال يا
وروى في الكبير والأوسط الطبراني عن والبيهقي مرفوعا { ابن عباس } ضعفه الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد ، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل . المنذري
وأخرج أبو يعلى من طرق أحدها حسن عن والبزار رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أبي هريرة } ورواه إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق في الأدب له من أبو حفص العكبري رضي الله عنها مرفوعا بلفظ { عائشة } . إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم طلاقة الوجه وحسن البشر
[ ص: 366 ] وأخرج ورواته رواة الصحيح الإمام أحمد والطبراني في صحيحه عن وابن حبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أبي ثعلبة الخشني } ورواه إن أحبكم إلي وأقربكم مني في الآخرة محاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوأكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون الترمذي من حديث وحسنه ولم يذكر فيه أسوءكم أخلاقا . وزاد في آخره { جابر } قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال المتكبرون
قال الحافظ المنذري : الثرثار بثاءين مثلثتين مفتوحتين هو الكثير الكلام تكلفا . والمتشدق هو المتكلم بملء شدقيه تفاضحا وتعظيما لكلامه . والمتفيهق أصله من الفهق وهو الامتلاء وهو بمعنى المتشدق لأنه الذي يملأ فاه بالكلام ويتوسع فيه إظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ، ولهذا فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالمتكبر .
وأخرج الإمام أحمد وأبو داود عن رافع بن مكيث وكان ممن شهد الحديبية رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { حسن الخلق نماء ، وسوء الخلق شؤم ، والبر زيادة في العمر ، والصدقة تدفع ميتة السوء } . ورواه في الأوسط عن الطبراني مرفوعا { جابر } ورواه فيه أيضا عن الشؤم سوء الخلق مرفوعا بلفظ { عائشة } وهما ضعيفان كما أشار إليه ما الشؤم ؟ قال سوء الخلق الحافظ المنذري ورجال حديث ثقات سوى راو لم يسم . الشؤم ضد اليمن ، يقال تشاءمت بالشيء وتيمنت به ، والله أعلم . الإمام أحمد
وروى في الصغير بسند ضعيف عن الطبراني مرفوعا { عائشة } . ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه
ورواه الأصبهاني عن رجل من أهل الجزيرة لم يسمه عن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ميمون بن مهران ما من ذنب أعظم عند الله عز وجل من سوء الخلق وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في ذنب } وهذا مرسل .
وأخرج أبو داود عن والنسائي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول { أبي هريرة } . وفي اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وغيره عن البخاري رضي الله عنه { البراء } . كان رسول الله [ ص: 367 ] صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها ، وأحسنهم خلقا
والإمام أحمد والترمذي عن مرفوعا { ابن مسعود } . حرم على النار كل هين لين قريب من الناس
وأبو داود والترمذي وصححه عن مرفوعا { أبي الدرداء } . ما من شيء في الميزان أثقل من خلق حسن
وروى عن الخلال رضي الله عنه مرفوعا { سهل بن سعد } . إن الله كريم يحب الكريم ومعالي الأخلاق ويكره سفسافها
وروى أيضا عن مرفوعا { جابر } قال في الآداب الكبرى : السفساف الأمر الحقير والرديء من كل شيء ضد المعالي والمكارم . وفي القاموس : السفساف الرديء من كل شيء والأمر الحقير ومن الدقيق ما يرفع من غباره عند النخل . ومن الشعر رديئه ، وما دق من التراب . انتهى . إن الله يحب مكارم الأخلاق ويكره سفسافها
وقال الحسن رحمه الله تعالى : معالي الأخلاق للمؤمن : قوة في لين ، وحزم في دين ، وإيمان في يقين ، وحرص على العلم ، واقتصاد في النفقة ، وبذل في السعة ، وقناعة في الفاقة ، ورحمة للمجهود ، وإعطاء في كرم ، وبر في استقامة .
وقال يوما لقومه إنما أنا رجل منكم ، ليس في فضل عليكم ، ولكني أبسط لكم وجهي ، وأبذل لكم مالي ، وأقضي حقوقكم ، وأحوط حريمكم ، فمن فعل مثل فعلي فهو مثلي ، ومن زاد علي فهو خير مني ومن زدت عليه فأنا خير منه . قيل له يا الأشعث بن قيس أبا محمد ما يدعوك إلى هذا الكلام ؟ قال أحضهم على مكارم الأخلاق .
وفي حديث ضعيف غير أنه له شواهد { ما جبل ولي لله إلا على السخاء وحسن الخلق } والأخبار والآثار في ذلك كثيرة جدا .