مطلب : في : ولا تطمعن في أن تقيم اعوجاجها فما هي إلا مثل ضلع مردد ( ولا تطمعن ) نهي مؤكد بالنون الخفيفة . مداراة المرأة وعدم الطمع في إقامة اعوجاجها
والطمع الحرص ، يقال : طمع في الشيء الفلاني حرص عليه ( في أن تقيم ) أن وما بعدها في تأويل مصدر أي في إقامتك ( اعوجاجها ) أي زوجتك .
والاعوجاج مصدر اعوج اعوجاجا ( فما هي ) في اعوجاجها وعدم استقامتها ( إلا مثل ) شبه ( ضلع ) بكسر الضاد وفتح اللام وسكونها أيضا والفتح أفصح ( مردد ) أي معوج غير مستقيم بل استقامته متعذرة ; لأن الاعوجاج فيه أصلي طبيعي خلق من أول وهلة كذلك ، وما كان كذلك فكيف يزول والطبع أملك .
وكل هذا منتزع من قوله صلى الله عليه وسلم { } رواه إن المرأة خلقت من ضلع ، فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها في صحيحه من حديث ابن حبان رضي الله عنه . وفي الصحيحين وغيرهما عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { أبي هريرة } . وفي رواية استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء { لمسلم } . إن المرأة خلقت من ضلع ، لن تستقيم لك على طريقة ، فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها
قال الحافظ المنذري : العوج بكسر العين وفتح الواو ، وقيل إذا كان فيما هو منتصب كالحائط والعصا قيل فيه عوج بفتح العين والواو ، وفي غير المنتصب كالدين والخلق والأرض ونحو ذلك يقال فيه عوج بكسر العين وفتح الواو قاله وفي النهاية : العوج بفتح العين مختص بكل [ ص: 405 ] شيء مرئي كالأجسام ، وبالكسر فيما ليس بمرئي كالرأي والقول ، وقيل : الكسر يقال فيهما معا والأول أكثر . فعلى العاقل العفو والتغافل وإن ساءه منها خلق فقد يسره خلق آخر . ابن السكيت
وفي صحيح عن مسلم رضي الله عنه قال : { أبي هريرة } . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ، أو قال غيره
قوله يفرك بسكون الفاء وفتح الياء والراء أيضا ، وضمها شاذ أي يبغض .