تغيرت البلاد ومن عليها ووجه الأرض مغبر قبيح تغير كل ذي طعم ولون
وقل بشاشة الوجه الصبيح وبدل أهلها أثلا وخمطا
بجنات من الفردوس فيح وجاورنا عدوا ليس ينسى
لعين ما يموت فنستريح قتل قابيل هابيل أخاه
فوا أسفا على الوجه المليح فما لي لا أجود بسكب دمعي
وهابيل تضمنه الضريح أرى طول الحياة علي غما
وما أنا في حياتي مستريح
وفي سيرة ابن هشام حدثني بعض أهل العلم بالشعر أن هذه الأبيات أول شعر قيل في العرب ، وأنها وجدت مكتوبة في حجر في اليمن ولم يسم لي قائلها ، وهي هذه :
يا أيها الناس سيروا إن قصدكمو أن تصبحوا ذات يوم لا تسيرونا
حثوا المطي وأرخوا من أزمتها قبل الممات وقضوا ما تقضونا
كنا أناسا كما كنتم فغيرنا دهر فأنتم كما كنا تكونونا
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأزالنا صروف الليالي والجدود العواثر
وكنا ولاة البيت من بعد نابت نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
ونحن ولينا البيت من بعد نابت بعز فما يخطئ لدينا المكاثر
ملكنا فعززنا فأعظم بملكنا فليس لحي غيرنا ثم فاخر