قال متمما لما قدمه ( وغض ) طرفك وتغافل ( عن عوار ) بتثليث العين العيب ، لأن تأمل العيب عيب فالأولى التغافل . قال بعض الحكماء : العاقل هو الحكيم المتغافل . وقيل لبعض العارفين : ما المروءة ؟ قال التغافل عن زلة الإخوان . وفي فروع الإمام ابن مفلح : حدث رجل للإمام ما قيل : العافية عشرة أجزاء تسعة منها في التغافل ، فقال الإمام أحمد رضي الله عنه : العافية [ ص: 398 ] عشرة أجزاء كلها في التغافل . وكثيرا ما وصفت أحمد العرب الكرماء والسادة بالتغافل والحياء في بيوتها وأنديتها .
قال الشاعر
نزر الكلام من الحياء تخاله صمتا وليس بجسمه سقم
وقال آخر :كريم يغض الطرف دون خبائه ويدنو وأطراف الرماح دواني
ومن لم يغمض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب
ومن يتطلب جاهدا كل عثرة يجدها ولا يسلم له الدهر صاحب
وفي الحديث { } رواه الغفلة في ثلاث : عن ذكر الله ، وحين يصلي الصبح إلى طلوع الشمس ، وغفلة الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه في الكبير ، الطبراني عن والبيهقي رضي الله عنهما . ابن عمر
فإنك أيها الأخ في الله إن فعلت ما أمرتك به من عدم السؤال ومن غض الطرف عن العوار حيث لم يذمه الشرع ( ترشد ) لكل فعل حميد وتسعد ، وتوفق للصواب وتسدد .