مطلب : في التخيير بين وعدم قتله : قتل ما فيه إضرار ونفع
وما فيه إضرار ونفع كباشق وكلب وفهد لاقتصاد التصيد ( وما ) أي حيوان أو طير ( فيه إضرار ) من وجه ( و ) فيه ( نفع ) من وجه ( كباشق ) وصقر وبازي وشاهين ، ولم يكن شيء من ذلك مملوكا ، فأنت بالخيار بين القتل والترك ، فأما مضرة ما ذكر فاصطياده لطيور الناس ، وأما منفعته فكونه يصطاد للناس .
وإنما خص الناظم الباشق من بين كواسر الطير تنبيها منه بالأدنى على الأعلى من باب أولى ، ومن ثم أدخل عليه كاف التشبيه فكل ما وجد فيه نفع من وجه ، وهو الاصطياد به في نحو الباشق وضرر ، وهو كونه يصطاد طيور الناس صدق عليه النظم وعمه الحكم .
والباشق بفتح الشين المعجمة وكسرها أعجمي معرب ، وكنيته أبو الآخذ ، وهو حار المزاج يغلب عليه القلق والزعارة يأنس وقتا ويستوحش وقتا ، وهو قوي النفس ، فإذا أنس منه الصغير بلغ صاحبه من صيده المراد ; لأنه خفيف المحمل ظريف الشمائل يليق بالملوك ; لأنه يصيد أفخر ما يصيده البازي ، وهو الدراج ، والحمام ، والورشان . وأحمد أوصافه أن يكون صغيرا في المنظر ثقيلا في الميزان طويل الساقين قصير الفخذين .
وأما البازي فأفصح لغاته بتخفيف الياء ، واللغة الثانية باز بلا ياء والثالثة بازي بتشديد الياء حكاه ، وهو مذكر لا خلاف فيه . ابن سيده