وقد أكثر الناس من وكف رجل لرجل عن الاختلاط بالناس نثرا ونظما . قال بعضهم : مدح الخلوة
أنست بوحدتي ولزمت بيتي فدام الأنس لي ونما السرور وأدبني الزمان فلا أبالي
هجرت فلا أزار ولا أزور ولست بسائل ما دمت حيا
أسار الجيش أم ركب الأمير
اعكف على الكتب وادرس تؤتى فخار النبوة
فالله قال ليحيى خذ الكتاب بقوة
رأيت الانقباض أجل شيء وأدعى في الأمور إلى السلامة
فهذا الخلق سالمهم ودعهم فخلطتهم تقود إلى الملامة
ولا تعبأ بشيء غير شيء يقود إلى خلاصك في القيامة
إن صحبنا الملوك تاهوا وعقوا واستخفوا جهلا بحق الجليس
أو صحبنا التجار صرنا إلى البؤس وأشغلونا كما هم بضبط الفلوس
فلزمنا البيوت نستكثر الخير ونملي من الفضل بطون الطروس
لو تركنا وذاك كنا ظفرنا كل أعمارنا بعلق نفيس
غير أن الزمان بث بنيه فهم حسدونا على حياة النفوس
روح النفس في معان رقيقه ونكات من الغرام رشيقه
وامح عن قلبك الهموم بنظم كل من حازه أثار رحيقه
واغتذي بالفنون عن كل لهو يغتدى بالنهي لغير حقيقه
واكتفي بالبيان عن ظل بان وعن الغيد بالعلوم الدقيقه
واصحب السفر حيث كنت رفيقا فاز من سفره يكون رفيقه
فهي عنوان عقل من يصحبها عروة في المعاد تدعى وثيقه