وروى عن ابن ماجه أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا { } . ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته ، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله
وإليه أشار الناظم بقوله : مطلب : خير النساء من سرت الزوج منظرا الحافظة له في مغيبه ومشهده : وخير النسا من سرت الزوج منظرا ومن حفظته في مغيب ومشهد ( وخير النساء ) قصره ضرورة ( من ) أي امرأة أو التي ( سرت ) هي أي أفرحت ، يقال سره سرورا وسرا بالضم ، وسرى كبشرى ، وتسرة ومسرة أفرحه ، وسر هو بالضم والاسم السرور بالفتح ( الزوج ) مفعول سرت ( منظرا ) تمييز محول عن فاعل ، أي خير النساء من سر الزوج منظرها ( ومن ) أي امرأة أو التي ( حفظته ) أي صانته وحفظت ما استودعها إياه من نفسها وماله ( في مغيب ) الزوج عنها ( ومشهد ) منه إليها ، فتحفظ فرجها وجميع نفسها من كلام ونظر وتمكين من قبلة ولمس وغير ذلك ، وتحفظ ماله عن الضياع والتبذير ، وبيته عن دخول من لا يريد دخوله إليه .
روى في الكبير والأوسط وإسناد أحدهما جيد عن الطبراني رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ابن عباس } الحوب بفتح المهملة وتضم هو الإثم . أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا وبدنا على البلاء صابرا ، وزوجة لا تبغيه حوبا في نفسها وماله
وفي صحيح عن مسلم رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { عبد الله بن عمرو بن العاص المرأة الصالحة } [ ص: 416 ] ورواه الدنيا متاع وخير متاعها النسائي ولفظه قال { وابن ماجه } . إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة
وعن عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { محمد بن سعد يعني ابن أبي وقاص } . رواه الحاكم وقال تفرد به ثلاث من السعادة : المرأة الصالحة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون وطئة فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق . وثلاث من الشقاء : المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت لم تأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك ، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق محمد يعني ابن بكير الحضرمي فإن كان حفظه فإسناده على شرطهما . قال الحافظ المنذري : محمد صدوق وثقه غير واحد . وهذا معنى كلام بعض المتقدمين : ثلاثة تزيد في العمر : الدار الوسيعة إذا كانت منيعة ، والفرس السريعة إذا كانت تليعة ، والمرأة المطيعة إذا كانت بديعة .
ومعنى زيادتها في العمر أن صاحبها يرى لعيشه لذة ولعمره بركة ، وتمضي أيامه بالفرح والسرور ، وأوقاته باللذة والحبور بخلاف من رمي بضد ذلك ، فإنه عرضة للمهالك ، لما ضيق عليه من المسالك ، والله أعلم بما هنالك