( تنبيه ) : رأيت في بعض النسخ هنا بيتا وهو ساقط في أكثرها ، لكن [ ص: 388 ] الحجاوي أثبته بعد البيت الذي شرحناه وهو من كلام الناظم بلا شك وعليه نفسه ، وها نحن نثبته هنا ، وإن كنا ذكرنا مضمونه في التتمة ، فنقول : قال الناظم رحمه الله تعالى
مطلب : . يسن عند إرادة النوم نفض الفراش
وفيه فوائد الإثمد ويحسن عند النوم نفض فراشه ونوم على اليمنى وكحل بإثمد ( ويحسن ) بمعنى يسن ( عند ) إرادة ( النوم نفض فراشه ) أي مريد النوم .
قال في القاموس : نفض الثوب حركه لينتفض ، والنفاضة ما سقط من المنفوض كالنفاض ، ويكسر لحديث المتقدم { أبي هريرة } . ( و ) يحسن ( نوم ) الإنسان من ذكر وأنثى ( على ) يده وصفحته ( اليمنى ) لما قدمنا أنه صلى الله عليه وسلم كان يتوسد كفه اليمنى بخده اليمين . إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه
( و ) يحسن لمريد النوم يعني يستحب ويسن له ( كحل بإثمد ) مطيب في كل عين ثلاثة أميال ، وتقدم بيان ذلك . وقد قدمنا أن الإثمد هو حجر الكحل الأسود يؤتى من أصبهان ، وهذا هو أفضله ، ومنه ما يؤتى به من جهة الغرب ، وأفضله السريع التفتت الذي لفتاته بصيص ، وداخله أملس ، وليس فيه شيء من الأوساخ وهو بارد يابس . ومن فوائده أنه يذهب باللحم الزائد في الجفون ويدملها ، وينقي أوساخها ويجلوها كما أخبر سيد البشر ، ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق ، وهو أجود أكحال العين خصوصا للمشايخ والذين قد ضعفت أبصارهم ، سيما إذا جعل معه شيء من المسك .
ومن فوائده أيضا أنه يحفظ صحة العين ، وتقوية النور للباصر ، وهو يلطف المادة الرديئة واستخراجها ، وله عند النوم مزيد فضل لاشتماله على الكحل ، وسكون العين عقبه عن الحركة المضرة بها وخدمة الطبيعة لها كما في الآداب الكبرى والله أعلم .