[ ص: 351 ] مطلب : في . تقديم الصغير العالم على غيره
قال ابن الجوزي : فإن كان الأصغر أعلم فتقديمه أولى . ثم روى بإسناده عن قال : كنت مع الحسين بن منصور يحيى بن يحيى يوما نعود مريضا فلما حاذينا الباب تأخر إسحاق وقال وإسحاق بن راهويه ليحيى تقدم أنت يا أبا زكريا أنت أكبر مني ، قال نعم أنا أكبر منك ، وأنت أعلم مني ، فتقدم إسحاق . انتهى . قال الحجاوي رحمه الله : وهذا يقتضي أن من له التقديم يتقدم عملا بالسنة ، وأن ذلك يحسن منه ، وأن الأعلم يقدم مطلقا ، ولا اعتبار معه إلى سن ، ولا صلاح ، ولا شيء ، وأن الأسن يقدم على الأورع والأدين كما هو ظاهر كلامه في المستوعب فإن استوى اثنان في العلم والسن فينبغي أن يقدم من له مزية بدين أو ورع أو نسب أو ما أشبه ذلك .
وذكر ابن الجوزي بعد ذلك حديث { } رواه الإمام ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا . قلت : وإسناده حسن . ولفظ حديث أحمد عن أحمد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { عبادة بن الصامت } ورواه ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا أيضا بلفظ { الحاكم } إلخ ، والله أعلم . ليس منا