بحمدك ذي الإكرام ما رمت أبتدي
كذاك كما ترضى بغير تحدد
والصلاة من الله الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الآدميين التضرع والدعاء بخير . قال الضحاك : صلاة الله رحمته ، وصلاة الملائكة الدعاء . وقال : أصل الدعاء الرحمة ، فهو من الله رحمة ، ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله . وقيل صلاة الله مغفرته . وهو مروي عن المبرد الضحاك أيضا نقله الإمام ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام ، ولم يرض ذلك ، وإنما اختار كون الصلاة من الله تعالى ثناؤه جل شأنه عليه وإرادته لرفع ذكره وتقريبه ، وكذلك ثناء ملائكته عليه صلى الله عليه وسلم .
وذكر في صحيحه عن البخاري أبي العالية قال : صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند ملائكته انتهى . وأما فهي سؤالهم الله تعالى أن يفعل ذلك به ، ويكون تسمية العبد مصليا لوجود حقيقة الصلاة منه فإن حقيقتها الثناء وإرادة الإكرام والتقريب وإعلاء المنزلة والإنعام ، فهو حاصل من العبد ، غير أنه يريد ذلك من الله عز وجل ، والله جل شأنه يريد ذلك من نفسه أن يفعله برسوله . وأطال الكلام على ذلك . والحاصل أن المشهور في تفسير الصلاة ما ذكرناه أولا ، غير أن كلام صلاة الملائكة والآدميين ابن القيم في غاية التحقيق - والله ولي التوفيق .
[ ص: 22 ] على خير الأنام ) كسحاب ، والأنام بالمد والأنيم كأمير : الخلق ، أو الإنس والجن ، أو جميع ما على وجه الأرض كما في القاموس .