وأخرج الترمذي أيضا وابن ماجه عن وابن أبي الدنيا أيضا رضي الله عنه { أنس } . قلت : الحديث حسنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك ؟ قال أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا [ ص: 466 ] أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف الحافظ المنذري والله أعلم .
وأخرج عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { معاذ } . إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له ، قلنا نعم يا رسول الله ، قال : إن الله عز وجل يقول للمؤمنين : هل أحببتم لقائي ؟ فيقولون نعم يا ربنا . فيقول لم ؟ فيقولون رجونا عفوك ومغفرتك . فيقول قد وجبت لكم مغفرتي
قال في تبصرته : الإمام الحافظ ابن الجوزي قوية ، فمن خفنا عليه من غلبة الخوف قلنا له عدل ما عندك بالرجاء ، إلا أنه ينبغي أن يتوب ويرجو القبول ، ويبذر ويرجو الحصاد . فأما الرجا مع العصيان فحماقة والله أعلم . أسباب الرجاء
ولما حضرت رضي الله عنه الوفاة قال لولده الإمام أحمد عبد الله اذكر لي أحاديث الرجاء . ولما احتضر رضي الله عنه دخل عليه الإمام الشافعي فقال له كيف أصبحت ؟ فقال أصبحت من الدنيا راحلا ، وللإخوان مفارقا ، ولعملي ملاقيا ، وبكأس المنية شاربا ، وعلى الله واردا ، فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها ، أم إلى النار فأعزيها . ثم أنشأ يقول : المزني
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منة وتكرما