مطلب : إذا ترك العاطس الحمد هل يستحب تذكاره أم لا ؟
( تنبيه ) : ظاهر النظم أن لم يذكر ، وبه جزم في الإقناع . وفي الغاية ولا يذكر ناس ولا بأس بتذكيره . واحتمال إرادة العاطس إذا نسي أن يحمد الله الناظم بقوله وأمره يحمد الصبي والكبير إذا لم يحمد الله تعالى إما لنسيان أو غيره كما قال الحجاوي رحمه الله بعيد ; لأن الضمير يعود للطفل كما لا يخفى . نعم يعلم قريب عهد بالإسلام ونحوه الحمد كصغير .
وقال الإمام ابن القيم قدس الله روحه : اختلف الناس في مسألتين :
( الأولى ) إذا ترك العاطس الحمد هل يستحب لمن حضره أن يذكره الحمد ؟ قال ابن العربي : لا يذكره وهذا جهل من فاعله . وقال النووي : أخطأ من زعم ذلك بل يذكره ; لأنه مروي عن وهو من التعاون على البر والتقوى . قال النخعي ابن القيم : وظاهر السنة تقوي قول ابن العربي ; لأن [ ص: 452 ] النبي صلى الله عليه وسلم لم يشمت الذي لم يحمد الله ولم يذكره . وهذا تعزير له وحرمان لتركه الدعاء لما حرم نفسه بتركه الحمد فنسي الله تعالى فصرف قلوب المؤمنين وألسنتهم عن تشميته والدعاء له ، ولو كان تذكيره سنة لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بفعلها وتعليمها والإعانة عليها .
( الثانية ) : أن ؟ فيه قولان ، والأظهر أنه يشمته . انتهى . العاطس إذا حمد الله فسمعه بعض الحاضرين دون بعض هل يسن لمن يسمعه تشميته
قلت والمذهب في هذه المسألة أن تشميته على من سمع فرض كفاية إن كانوا اثنين فصاعدا ، وإلا ففرض عين والله أعلم .
وذكر في شرح الإقناع كالآداب الكبرى في المسألة ما يؤيد أنه ينبغي تذكير من نسي حمد الله . قال : إن رجلا عطس عند المروذي رضي الله عنه فلم يحمد الله فانتظره أبي عبد الله أن يحمد الله فيشمته ، فلما أراد أن يقوم قال له أبو عبد الله رضي الله عنه كيف تقول إذا عطست ؟ قال أقول الحمد لله ، فقال له أبو عبد الله : : يرحمك الله . أبو عبد الله
قال في الآداب : وهذا يؤيد ما سبق يعني من كون بعض الأصحاب كان يذكر خبر من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص إلخ ويعلمه الناس قال وهو متجه والله أعلم . .