قال هذا الطبيب : حمام عال مرتفع في البناء لئلا يحضر الأنفاس المختلفة فيفسد بها وينحل الهواء فيه بسرعة بعد تحلحل وانبساط ، ويلطف البخار الصاعد إلى الأعلى كما تشاهده من قبة الأنبيق ، فإن اتسع مع ذلك كان أقوى في تفريق الهواء وتلطيفه وقبوله التكيف فيما ذكر لا سيما إن طال عهده وقدم بناؤه لفساد الجديد بأبخرة الأحجار والطين وعفونة ما يشرب من الماء في أجزائه وبرده . وأفضل الحمام مطلقا
قال ولا يصدق على الحمام القدم إلا بعد سبع سنين فحينئذ يكون غاية خصوصا إن عذب ماؤه ولطف هواؤه وأحكم صانعه مزاجه . وينبغي مع ذلك أن يكون مسلخه لطيف الصنعة واسع الفضاء وأن يشتمل داخله على البيوت الكثيرة الرطوبة اللطيفة أولا وليكن دخوله على التدريج بأن يمكث أولا في الأول حتى يألف الهواء الحار بالنسبة إلى الذي كان فيه ، ثم الثاني ; لأنه يشبه الأول من وجه ، ولا يدخل الثالث إلا عند إرادة الخروج ، فإنه مجفف قوي التحليل ويقدم يساره في الحمام والمغتسل دخولا .
والأولى أن ويلزم الحائط ، ويقصد موضعا خاليا ويقلل الالتفات ولا يطيل المقام إلا بقدر الحاجة ، ويغسل قدميه عند خروجه بماء بارد فإنه يذهب الصداع كما في المستوعب . يغسل قدميه وإبطيه بماء بارد عند دخوله