[ ص: 378 ] وأما فمن ذلك ما رواه ما جاء في العقوق وجرمه وعظيم قبحه وإثمه وغيره عن البخاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { المغيرة بن شعبة } . إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ، ومنعا وهات ، وكره لكم قيل وقال : وكثرة السؤال وإضاعة المال
وأخرج البخاري وغيرهما عن ومسلم أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { } . ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا ؟ قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين ، وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور ، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
عن والبخاري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { عبد الله بن عمرو بن العاص } . الكبائر الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، واليمين الغموس
والبخاري ومسلم والترمذي عن رضي الله عنه قال : { أنس } ، الحديث . ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر فقال : الشرك بالله ، وعقوق الوالدين
{ اليمن وبعث به مع عمرو بن حزم وأن أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الإشراك بالله ، وقتل النفس المؤمنة بغير الحق ، والفرار في سبيل الله يوم الزحف ، وعقوق الوالدين ، ورمي المحصنة ، وتعلم السحر ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، } الحديث رواه وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم الذي كتبه إلى أهل في صحيحه . ابن حبان
وأخرج النسائي واللفظ له بإسنادين جيدين والبزار وقال صحيح الإسناد عن والحاكم رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { ابن عمر ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة : العاق لوالديه ، ومدمن الخمر ، والمنان عطاءه . وثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه ، والديوث ، والرجلة من النساء } . وروى في صحيحه شطره الأول . قال ابن حبان الحافظ المنذري : الديوث بتشديد الياء هو الذي يقر أهله على الزنا مع علمه بهم . والرجلة بفتح الراء وكسر الجيم هي المترجلة المتشبهة بالرجال . [ ص: 379 ] وأخرج واللفظ له الإمام أحمد والنسائي والبزار وقال صحيح الإسناد عن والحاكم رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { عبد الله بن عمرو بن العاص } . ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة : مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر الخبث في أهله
وروى في الصغير عن الطبراني يرفعه { أبي هريرة } حديث ضعيف . يراح ريح الجنة من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها منان بعمله ، ولا عاق ، ولا مدمن خمر
وروى ابن عاصم بإسناد بإسناد حسن عن عاصم أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا { } . ثلاثة لا يقبل الله عز وجل منهم صرفا ولا عدلا : عاق ، ومنان ، ومكذب بقدر
وقال صحيح الإسناد عن والحاكم مرفوعا { أبي هريرة } . أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها : مدمن الخمر ، وآكل الربا ، وآكل مال اليتيم بغير حق ، والعاق لوالديه
في الكبير بسند ضعيف عن والطبراني رضي الله عنه مرفوعا { ثوبان } . ثلاثة لا ينفع معهن عمل : الشرك بالله ، وعقوق الوالدين ، والفرار من الزحف
وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { عبد الله بن عمرو بن العاص } . من الكبائر شتم الرجل والديه . قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه ؟ قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه
وفي رواية للشيخين { } . أن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه . قيل يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه
وأخرج الإمام أحمد بإسنادين أحدهما صحيح عن والطبراني عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال { } . ورواه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، وصليت الخمس ، وأديت زكاة مالي ، وصمت رمضان . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ، ونصب [ ص: 380 ] أصبعيه ما لم يعق والديه ابن خزيمة في صحيحيهما باختصار . وابن حبان
وأخرج وغيره عن الإمام أحمد رضي الله عنه قال { معاذ بن جبل } الحديث . أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات قال لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت وحرقت ، ولا تعقن والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك
وروي عن رضي الله عنه قال { جابر } رواه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مجتمعون فقال يا معشر المسلمين اتقوا الله وصلوا أرحامكم فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم ، إياكم والبغي فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي ، إياكم وعقوبة الوالدين فإن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام والله لا يجدها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء . إنما الكبرياء لله رب العالمين . والكذب كلمة إثم إلا ما نفعت به مؤمنا أو دفعت به عن دين . وأن في الجنة لسوقا ما يباع فيها ولا يشترى ليس فيها إلا الصور فمن أحب صورة من رجل أو امرأة دخل فيها في الأوسط . الطبراني
وفي مرفوع حديث عند أبي هريرة الطبراني وقال صحيح الإسناد { والحاكم } . ملعون من عق والديه
وفي مرفوع حديث عند ابن عباس في صحيحه { ابن حبان } . ولعن الله من سب والديه
وأخرج الحاكم والأصبهاني وقال صحيح الإسناد عن الحاكم أبي بكر رضي الله عنه مرفوعا { } . وروى كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات بسند ضعيف عن الطبراني رضي الله عنه قال : { عبد الله بن أبي أوفى محمدا عبده ورسوله ، فقالها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي أنقذه بي من النار } ورواه كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه آت فقال شاب يجود بنفسه قيل له قل لا إله إلا الله فلم يستطع ، فقال كان يصلي ؟ فقال نعم ، فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه فدخل على الشاب فقال له قل لا إله إلا الله ، فقال لا أستطيع ، فقال لم ؟ قال كان يعق والدته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 381 ] أحية والدته ؟ قالوا نعم ، قال ادعوها ، فدعوها فجاءت ، فقال هذا ابنك ؟ فقالت نعم . فقال لها أرأيت لو أججت نار ضخمة فقيل لك إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أكنت تشفعين له ؟ قالت يا رسول الله إذن أشفع ، قال فأشهدي الله وأشهديني أنك قد رضيت عنه ، قالت اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن مختصرا . { الإمام أحمد ويروى أن اسم الشاب علقمة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر أمه بالرضى عليه أبت ، فدعا بحزم الحطب والنار ، فقالت ما تصنع بذلك ؟ قال أحرق ولدك علقمة ، فرضيت عليه } ، أو كما ورد .
وروى الأصبهاني وغيره عن قال نزلت مرة حيا وإلى جانب ذلك الحي مقبرة ، فلما كان بعد العصر انشقت منها قبر فخرج منه رجل رأسه رأس حمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا ، فقالت امرأة ترى تلك العجوز ؟ قلت مالها ؟ قالت تلك أم هذا . قلت وما كان قصته ؟ قالت كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذا الخمر ؟ فيقول لها أنت تنهقين كما ينهق الحمار . قالت فمات بعد العصر . قالت فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه القبر . قال العوام بن حوشب الأصبهاني حدث به إملاء أبو العباس الأصم بنيسابور بمشهد من الحافظ فلم ينكروه ، والله أعلم .