( للوالد ) المعروف في الذهن يعني جنس الوالد فيشمل الأم والأب وإن علوا ( المتأكد ) في القرب والمستحق للبر ، كما أخبر الرب . فبر الوالدين من أعظم القربات ، وعقوقهما من أكبر الموبقات كما سنذكره من الآيات المحكمات والآثار المسندات . ورأيت في عدة نسخ مكان هذا البيت بدله ما لفظه ( وإن عقوق ) أي إيذاء ( الوالدين ) تثنية والد ، يقال عق والده . يعقه عقوقا فهو عاق إذا آذاه وعصاه وخرج عليه وهو ضد البر به ، وأصله من العق الذي هو الشق والقطع ( كبيرة ) الكبيرة من الذنوب ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة ، وزاد شيخ الإسلام أو نفي إيمان أو لعن مبعد .
وفي منظومة الكبائر : [ ص: 373 ] فما فيه حد في الدنيا أو توعد بأخرى فسم كبرى على نص وزاد أحمد حفيد المجد أو جا وعيده
بنفي لإيمان ولعن مبعد ( فبرهما ) أي الوالدين والبر الصلة والحسنة والخير والإشباع في الإحسان ، فهو ضد العقوق . قاله في القاموس .
وفي المطالع في قوله صلى الله عليه وسلم { } البر اسم جامع للخير . قال وإن الصدق يهدي إلى البر كله من الصلة وفعل الخير والتوسع فيه واللطف والطاعة ( تبرر ) أي يبرك أولادك أو أعم من ذلك جزاء لبرك والديك ، فإن من بر والديه بره أولاده كما يأتي في الخبر ، ومن عقهما عقه أولاده جزاء وفاقا . قال بعض الحكماء : من عصى والديه لم ينل السرور من ولده . وعن وبر الأبوين قال : رأيت رجلا يضرب أباه في موضع فقيل له ما هذا ؟ فقال الأب : خلوا عنه فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع . ثابت البناني
( وتحمد ) مجزوم في جواب الطلب وكسر للقافية ، يعني تحمد في الدنيا بحسن الثناء من الخلق والملأ الأعلى ، وتحمد في الآخرة لدى رب السموات العلى ، وتحمد عاقبة برك لهما في الدار الآخرة كما حصلت لك بركته في الأولى . قال جل شأنه { وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } إلى غير ذلك من الآيات القرآنية . .