مطلب : قطيعة الرحم من الكبائر
( الثالث ) من الكبائر . وقد ذكرها : قطيعة الرحم الحجاوي في منظومته المشتملة على الكبائر الواقعة في إقناعه ، وقد شرحتها شرحا لطيف الحجم ، غزير الفوائد والعلم .
قال فيها : وأمن لمكر الله ثم قطيعة لذي رحم والكبر والخيلا اعدد وقد قال تعالى { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } وتقدم كلام البلباني في ذلك .
وأخرج الإمام بسند رواته ثقات عن رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { أبي هريرة إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم } .
[ ص: 355 ] وروى وغيره عن ابن حبان أبي موسى رضي الله عنه مرفوعا { } . ثلاثة لا يدخلون الجنة : مدمن الخمر ، وقاطع الرحم ، ومصدق بالسحر
وأخرج الشيخان والترمذي وغيرهم عن رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول { جبير بن مطعم } قال لا يدخل الجنة قاطع سفيان يعني قاطع رحم .
وأخرج عن الطبراني قال : كان الأعمش جالسا بعد الصبح في حلقة فقال " أنشد الله قاطع رحم لما قام عنا فإنا نريد أن ندعو ربنا وإن أبواب السماء مرتجة دون قاطع رحم . والمرتجة بضم الميم وفتح التاء المثناة فوق وتخفيف الجيم المغلقة . ابن مسعود
وورد في عدة أخبار أن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم ، وأن الملائكة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم . قال الحافظ ابن حجر في شرح : قال البخاري الطيبي : يحتمل أن يراد بالقوم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرون عليه . ويحتمل أن يراد بالرحمة المطر ، وأنه يحبس عن الناس عموما بشؤم التقاطع . انتهى .
قلت : وظاهر صنيع يدل على رحمة أخص من المطر ، وعلى عموم من حضر المجلس الذي فيه قاطع رحم كما يظهر بالتأمل . ابن مسعود