[ ص: 172 ] ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وفيها عمر بن الخطاب
قال وفاة الواقدي وأبو معشر : فيها كان إصطخر وهمذان . وقال فتح سيف : كان فتحها بعد توج الآخرة . ثم ذكر أن الذي افتتح فتح توج مجاشع بن مسعود ، بعد ما قتل من الفرس مقتلة عظيمة ، وغنم منهم غنائم جمة ، ثم ضرب الجزية على أهلها ، وعقد لهم الذمة ، ثم بعث بالفتح وخمس الغنائم إلى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه . ثم ذكر أن عثمان بن أبي العاص افتتح جور بعد قتال شديد كان عندها ، ثم افتتح المسلمون إصطخر ، وهذه المرة الثانية ، وكان أهلها قد نقضوا العهد بعد ما كان جند افتتحوها حين جاز في البحر من أرض العلاء بن الحضرمي البحرين والتقوا هم والفرس في مكان يقال له : طاوس . كما تقدم بسط ذلك في موضعه . ثم صالحه الهربذ على الجزية ، وأن يضرب لهم الذمة . ثم بعث بالأخماس والبشارة إلى عمر .
قال ابن جرير وكانت الرسل لها جوائز ، وتقضى لهم حوائج كما كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يعاملهم بذلك . ثم إن شهرك خلع العهد ، ونقض الذمة ، ونشط الفرس ، فنقضوا ، فبعث إليهم عثمان بن أبي العاص ابنه وأخاه الحكم ، فاقتتلوا [ ص: 173 ] مع الفرس ، فهزم الله جيوش المشركين ، وقتل الحكم بن أبي العاص شهرك ، وقتل ابنه معه أيضا .
وقال أبو معشر : كانت فارس الأولى وإصطخر الآخرة سنة ثمان وعشرين في إمارة عثمان ، وكانت فارس الآخرة ووقعة جور في سنة تسع وعشرين .