[ ص: 332 ] ثم دخلت سنة تسع وثلاثين ومائة
فيها أكمل صالح بن علي بناء ملطية ، ثم غزا الصائفة على طريق الحدث ، فوغل في بلاد الروم ، وغزا معه أختاه أم عيسى ولبابة ابنتا علي ، وكانتا نذرتا إن زال ملك بني أمية أن تجاهدا في سبيل الله عز وجل .
وفيها كان الفداء الذي حصل بين المنصور وملك الروم ، فاستنقذ بعض أسرى المسلمين ، ثم لم يكن للناس صائفة في هذه السنة إلى سنة ست وأربعين ، وذلك لاشتغال المنصور بأمر ابني عبد الله بن حسن ، كما سنذكره ، ولكن ذكر بعضهم أن الحسن بن قحطبة غزا الصائفة مع عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام سنة أربعين . فالله أعلم .
وفيها وسع المنصور المسجد الحرام ، وكانت هذه السنة خصبة جدا ، فكان [ ص: 333 ] يقال لها : سنة الخصب .
وفيها عزل المنصور عمه سليمان بن علي عن إمرة البصرة - وقيل : إنما كان ذلك في سنة أربعين ومائة - فاختفى عبد الله بن علي وأصحابه خوفا على أنفسهم ، فبعث المنصور إلى نائبه على البصرة ، وهو سفيان بن معاوية ، يستحثه في إحضار عبد الله بن علي إليه ، فبعثه في أصحابه ، فقتل بعضهم ، وسجن عبد الله بن علي ، وبعث بقية أصحابه إلى أبي داود نائب خراسان ، فقتلهم هناك .
وحج بالناس في هذه السنة العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس .
وفيها توفي عمرو بن مهاجر ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد ، أحد العباد وصاحب ويونس بن عبيد ، . الحسن البصري