[ ص: 128 ] باب ذكر خلق الجان وقصة الشيطان
خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار فبأي آلاء ربكما تكذبان [ الرحمن : 14 - 16 ] . وقال تعالى : قال الله تعالى : ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم [ الحجر : 26 - 27 ] . وقال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن ، وغير واحد من مارج من نار . قالوا : من طرف اللهب ، وفي رواية : من خالصه وأحسنه . وقد ذكرنا آنفا من طريق الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . رواه خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم مسلم . قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض الحن والبن ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم ، وأجلوهم عنها وأبادوهم منها ، وسكنوها بعدهم بسبب ما أحدثوا . وذكر في تفسيره عن السدي أبي مالك ، عن [ ص: 129 ] أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش فجعل إبليس على ملك سماء الدنيا ، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن ، وإنما سموا الجن ; لأنهم خزان الجنة ، وكان إبليس مع ملكه خازنا فوقع في صدره : إنما أعطاني الله هذا لمزية لي على الملائكة . وذكر الضحاك ، عن ابن عباس : أن الجن لما أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء ، بعث الله إليهم إبليس ومعه جند من الملائكة فقتلوهم وأجلوهم عن الأرض إلى جزائر البحور .
وقال محمد بن إسحاق ، عن خلاد ، عن عطاء ، عن طاوس ، عن ابن عباس : كان اسم إبليس قبل أن يرتكب المعصية عزازيل ، وكان من سكان الأرض ، ومن أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما ، وكان من حي يقال لهم الجن . وروى ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير عنه : كان اسمه عزازيل ، وكان من أشرف الملائكة ، من أولي الأجنحة الأربعة . وقال ، عن سنيد حجاج ، عن قال ابن جريج ابن عباس : كان إبليس من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة ، وكان خازنا على الجنان ، وكان له سلطان سماء الدنيا ، وكان له سلطان الأرض . وقال صالح مولى التوأمة ، عن ابن عباس : كان يسوس ما بين السماء والأرض رواه [ ص: 130 ] ابن جرير . وقال قتادة ، عن كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا . سعيد بن المسيب
وقال لم يكن من الملائكة طرفة عين ، وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل البشر . وقال الحسن البصري ، وغيره : كان إبليس من الجن الذين طردهم الملائكة ، فأسره بعضهم فذهب به إلى السماء . رواه شهر بن حوشب ابن جرير قالوا : فلما أراد الله خلق آدم ليكون في الأرض هو وذريته من بعده ، وصور جثته منها جعل إبليس وهو رئيس الجان ، وأكثرهم عبادة إذ ذاك ، وكان اسمه عزازيل يطيف به . فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك . وقال : أما لئن سلطت عليك لأهلكنك ، ولئن سلطت علي لأعصينك ، فلما أن نفخ الله في آدم من روحه كما سيأتي وأمر الملائكة بالسجود له دخل إبليس منه حسد عظيم ، وامتنع من السجود له . وقال : أنا خير منه خلقتني من نار ، وخلقته من طين . فخالف الأمر ، واعترض على الرب عز وجل ، وأخطأ في قوله ، وابتعد من رحمة ربه ، وأنزل من مرتبته التي كان قد نالها بعبادته ، وكان قد تشبه بالملائكة ، ولم يكن من جنسهم ; لأنه مخلوق من نار ، وهم من نور فخانه طبعه في أحوج ما كان إليه ، ورجع إلى أصله الناري فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين [ ص : 73 - 74 ] . وقال تعالى : وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا [ الكهف : 50 ] .
[ ص: 131 ] فأهبط إبليس من الملأ الأعلى ، وحرم عليه قدرا أن يسكنه ، فنزل إلى الأرض حقيرا ذليلا مذءوما مدحورا متوعدا بالنار هو ومن اتبعه من الجن والإنس ، إلا أنه مع ذلك جاهد كل الجهد على إضلال بني آدم بكل طريق وبكل مرصد ، كما قال : أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا [ الإسراء : 62 - 65 ] .
وسنذكر القصة مستفاضة عند ذكر خلق آدم عليه السلام ، والمقصود أن ، وهم كبني آدم يأكلون ويشربون ويتناسلون ، ومنهم المؤمنون ومنهم الكافرون كما أخبر تعالى عنهم في سورة الجن ، وفي قوله تعالى : الجان خلقوا من النار وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين [ الأحقاف : 29 - 32 ] . [ ص: 132 ] وقال تعالى : قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا [ الجن : 1 - 17 ] .
وقد ذكرنا تفسير هذه السورة ، وتمام القصة في آخر سورة " الأحقاف " وذكرنا الأحاديث المتعلقة بذلك هنالك ، وأن هؤلاء النفر كانوا من جن نصيبين ، وفي بعض الآثار من جن بصرى ، وأنهم مروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي بأصحابه ببطن نخلة من أرض مكة فوقفوا فاستمعوا لقراءته ، ثم اجتمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة فسألوه عن أشياء أمرهم بها ونهاهم عنها ، وسألوه الزاد فقال : ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بهما . وقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما [ ص: 133 ] يكون لحما ، وكل روثة علف لدوابكم . ونهى عن البول في السرب ; لأنها مساكن الجن ، وقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة " الرحمن " فما جعل يمر فيها بآية : إنهما زاد إخوانكم الجن فبأي آلاء ربكما تكذبان . إلا قالوا : ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب ، فلك الحمد . وقد أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لما قرأ هذه السورة على الناس فسكتوا فقال : فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا : ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب ، فلك الحمد . رواه الجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم الترمذي ، عن جابر ، ، وابن جرير ، عن والبزار ابن عمر .
وقد اختلف العلماء في أو يكون جزاء طائعهم أن لا يعذب بالنار فقط ؟ على قولين ; الصحيح : أنهم يدخلون الجنة لعموم القرآن ، ولعموم قوله تعالى : مؤمني الجن هل يدخلون الجنة ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان [ الرحمن : 46 - 47 ] . [ ص: 134 ] فامتن تعالى عليهم بذلك فلولا أنهم ينالونه لما ذكره ، وعده عليهم من النعم ، وهذا وحده دليل مستقل كاف في المسألة ، والله أعلم .
وقال : حدثنا البخاري قتيبة ، عن مالك ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه : قال له إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك ، وباديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة . قال : أبا سعيد الخدري أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . انفرد به أن دون البخاري مسلم .
وأما كافرو الجن ; فمنهم الشياطين ، ومقدمهم الأكبر إبليس عدو آدم أبي البشر ، وقد سلطه هو وذريته على آدم وذريته ، وتكفل الله عز وجل بعصمة من آمن به وصدق رسله ، واتبع شرعه منهم ، كما قال : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا [ الإسراء : 65 ] . وقال تعالى : ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ [ سبأ : 20 - 21 ] . وقال تعالى : يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون [ الأعراف : 27 ] . [ ص: 135 ] وقال : وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال هذا صراط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم [ الحجر : 28 - 44 ] .
وقد ذكر تعالى هذه القصة في سورة البقرة ، وفي الأعراف ، وهاهنا ، وفي سورة سبحان ، وفي سورة طه ، وفي سورة ص ، وقد تكلمنا على ذلك كله في مواضعه في كتابنا التفسير ، ولله الحمد . وسنوردها في قصة آدم إن شاء الله .
والمقصود أن إبليس أنظره الله ، وأخره إلى يوم القيامة ; محنة لعباده ، واختبارا منه لهم ، كما قال تعالى : وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك وربك على كل شيء حفيظ [ سبأ : 21 ] . [ ص: 136 ] وقال تعالى : وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام [ إبراهيم : 22 - 23 ] .
فإبليس لعنه الله حي الآن ، منظر إلى يوم القيامة بنص القرآن ، وله عرش على وجه البحر ، وهو جالس عليه ، ويبعث سراياه يلقون بين الناس الشر والفتن . وقد قال الله تعالى : إن كيد الشيطان كان ضعيفا [ النساء : 76 ] . وكان اسمه قبل معصيته العظيمة عزازيل قال النقاش : وكنيته أبو كردوس . ولهذا لما . فعرف أن مادة مكاشفته التي كاشفه بها شيطانية مستمدة من إبليس الذي هو يشاهد عرشه على البحر ، ولهذا قال له قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد : ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : اخسأ فلن تعدو قدرك . أي : لن تجاوز قيمتك الدنية الخسيسة الحقيرة . اخسأ فلن تعدو قدرك
والدليل [ ص: 137 ] على أن الحديث الذي رواه عرش إبليس على البحر ، حدثنا الإمام أحمد أبو المغيرة ، حدثنا صفوان حدثني ماعز التميمي ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جابر بن عبد الله . عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة للناس
وقال : حدثنا الإمام أحمد روح ، حدثنا أخبرني ابن جريج أبو الزبير : أنه سمع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : جابر بن عبد الله . تفرد به من هذا الوجه . عرش إبليس على البحر يبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة
وقال : حدثنا الإمام أحمد مؤمل ، حدثنا حماد ، حدثنا علي بن زيد ، عن ، عن أبي نضرة قال : جابر بن عبد الله لابن صائد : ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء . أو قال : على البحر حوله حيات . قال صلى الله عليه وسلم : ذاك عرش إبليس . هكذا رواه في مسند قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جابر . وقال في مسند أبي سعيد ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أنبأنا علي بن زيد ، عن ، عن أبي نضرة أبي سعيد ، لابن صائد : ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على البحر حوله الحيات . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق ذاك عرش إبليس . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
وروى من طريق الإمام أحمد ماعز التميمي ، ، عن وأبي الزبير جابر [ ص: 138 ] بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . وروى الإمام إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ، ولكن في التحريش بينهم مسلم من حديث الأعمش ، عن أبي سفيان طلحة بن نافع ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . يروى بفتح النون بمعنى : نعم أنت ذاك الذي تستحق الإكرام . وبكسرها أي : نعم منك . وقد استدل به بعض النحاة على جواز كون فاعل نعم مضمرا ، وهو قليل واختار شيخنا الحافظ إن الشيطان يضع عرشه على الماء ، ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة يجيء أحدهم فيقول : ما زلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا . فيقول إبليس : لا والله ، ما صنعت شيئا . ويجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله . قال : فيقربه ويدنيه ويلتزمه ، ويقول : نعم أنت أبو الحجاج الأول ، ورجحه ، ووجهه بما ذكرناه ، والله أعلم .
وقد أوردنا هذا الحديث عند قوله تعالى : ما يفرقون به بين المرء وزوجه [ البقرة : 102 ] . يعني : أن السحر المتلقى عن الشياطين من الإنس والجن يتوصل به إلى التفرقة بين المتآلفين غاية التآلف المتوادين المتحابين ، ولهذا يشكر إبليس سعي من كان السبب في ذلك ، فالذي ذمه الله يمدحه ، والذي يغضب الله يرضيه عليه لعنة الله ، وقد أنزل الله عز وجل سورتي المعوذتين مطردة لأنواع الشر وأسبابه وغاياته ، ولا سيما سورة : قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس . وثبت [ ص: 139 ] في الصحيحين ، عن أنس ، وفي صحيح ، عن البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صفية بنت حيي . إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا محمد بن بحر ، حدثنا عدي بن أبي عمارة ، حدثنا زياد النميري ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس ، وإن نسي التقم قلبه فذلك الوسواس الخناس
ولما كان ذكر الله مطردة للشيطان عن القلب كان فيه تذكار للناسي ، كما قال تعالى : واذكر ربك إذا نسيت [ الكهف : 24 ] . وقال فتى موسى : وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره [ الكهف : 63 ] . وقال تعالى : فأنساه الشيطان ذكر ربه [ يوسف : 42 ] . يعني الساقي لما قال له يوسف : اذكرني عند ربك . نسي الساقي أن يذكره لربه يعني مولاه الملك . وكان هذا [ ص: 140 ] النسيان من الشيطان ، فلبث يوسف في السجن بضع سنين ، ولهذا قال بعده : وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة [ يوسف : 45 ] . أي : تذكر قول يوسف له : اذكرني عند ربك . بعد مدة وقرئ : " بعد أمه " أي نسيان ، وهذا الذي قلنا من أن الناسي هو الساقي هو الصواب من القولين ، كما قررناه في التفسير ، والله أعلم .
وقال : حدثنا الإمام أحمد محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عاصم سمعت أبا تميمة يحدث . تفرد به عن رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : عثر بالنبي صلى الله عليه وسلم حماره فقلت : تعس الشيطان . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت : تعس الشيطان تعاظم ، وقال : بقوتي صرعته . وإذا قلت : بسم الله . تصاغر حتى يصير مثل الذباب أحمد ، وهو إسناد جيد . وقال أحمد : حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا الضحاك بن عثمان ، عن سعيد المقبري ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . قال إن أحدكم إذا كان في المسجد جاء الشيطان فأبس به كما يبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه : وأنتم ترون ذلك ; أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله ، وأما الملجم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل تفرد به أبو هريرة أحمد . وقال : حدثنا الإمام أحمد ابن نمير ، [ ص: 141 ] حدثنا ثور يعني ابن يزيد ، عن مكحول ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . وقال العين حق ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم : حدثنا الإمام أحمد ، عن وكيع سفيان ، عن منصور ، عن ذر بن عبد الله الهمداني ، عن ، عن عبد الله بن شداد ابن عباس قال : . ورواه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء ; لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة أبو داود ، من حديث والنسائي منصور ، زاد : النسائي ، كلاهما عن والأعمش ذر به .
وقال : حدثنا البخاري يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة قال : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو هريرة . وهكذا رواه يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ، ولينته مسلم من حديث الليث ، ومن حديث الزهري ، ، كلاهما عن وهشام بن عروة عروة به . وقد قال الله تعالى : إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون [ الأعراف : 201 ] . وقال تعالى : وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون [ المؤمنون : 97 - 98 ] . [ ص: 142 ] وقال تعالى : وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم [ الأعراف : 200 ] . وقال تعالى : فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون [ النحل : 98 - 100 ] .
وروى ، وأهل السنن من حديث الإمام أحمد أبي المتوكل ، عن أبي سعيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : . وجاء مثله من رواية أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ، ونفخه ، ونفثه جبير بن مطعم ، ، وعبد الله بن مسعود وأبي أسامة الباهلي ، وتفسيره في الحديث : . وثبت في الصحيحين ، عن فهمزه الموتة ، وهو الخنق الذي هو الصرع ، ونفخه الكبر ، ونفثه الشعر أنس : . قال كثير من العلماء : استعاذ من ذكران الشياطين وإناثهم . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال : أعوذ بالله من الخبث والخبائث
وروى ، عن الإمام أحمد سريج ، عن عيسى بن يونس ، عن ثور ، [ ص: 143 ] عن الحصين ، عن أبي سعد الخير ، وكان من أصحاب عمر ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . ورواه من أتى الغائط فليستتر ، فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا فليستدبره ، فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا ، فلا حرج أبو داود ، من حديث وابن ماجه به . وقال ثور بن يزيد : حدثنا البخاري ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة جرير ، عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت قال : قال : سليمان بن صرد . ورواه أيضا استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن عنده جلوس فأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد ، لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " . فقالوا للرجل : ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال : إني لست بمجنونمسلم ، وأبو داود ، من طرق ، عن والنسائي الأعمش به .
وقال : حدثنا الإمام أحمد محمد بن عبيد ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . وهذا على شرط الصحيحين بهذا الإسناد ، وهو في الصحيح من غير هذا [ ص: 144 ] الوجه . لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله
وروى من حديث الإمام أحمد إسماعيل بن أبي حكيم ، عن عروة ، عن عائشة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : . من أكل بشماله أكل معه الشيطان ، ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان
وقال : حدثنا الإمام أحمد محمد بن جعفر ، أنبأنا شعبة ، عن أبي زياد الطحان سمعت يقول : عن أبا هريرة . تفرد به أحمد من هذا الوجه . وقال أيضا : حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يشرب قائما ، فقال له : " قه " . قال : لم ؟ قال : " أيسرك أن يشرب معك الهر ؟ " . قال : لا . قال : " فإنه قد شرب معك من هو شر منه الشيطان " عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن رجل ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . قال : وحدثنا لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة الزهري .
وقال : حدثنا الإمام أحمد موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، أنه سأل أبي الزبير جابرا : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله حين يدخل وحين يطعم ، قال الشيطان لا [ ص: 145 ] مبيت لكم ولا عشاء هاهنا . وإن دخل ولم يذكر اسم الله عند دخوله ، قال : أدركتم المبيت . وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه ، قال : أدركتم المبيت والعشاء . قال : نعم . وقال عن : حدثنا البخاري محمد ، حدثنا عبدة ، حدثنا محمد ، عن ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . " لا أدري أي ذلك " قال إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز ، وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ، ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها ، فإنها تطلع بين قرني الشيطان أو الشياطين هشام . ورواه مسلم ، من حديث والنسائي هشام به . وقال : حدثنا البخاري عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن ، عبد الله بن دينار ابن عمر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق ، فقال : ها إن الفتنة هاهنا ، إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان . هكذا رواه عن منفردا به من هذا الوجه . البخاري
وفي السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجلس بين الشمس والظل . وقال . وقد ذكروا في هذا معاني ; من أحسنها أنه لما كان الجلوس في مثل هذا الموضع فيه تشويه بالخلقة فيما يرى كان [ ص: 146 ] يحبه الشيطان ; لأن خلقته في نفسه مشوهة وهذا مستقر في الأذهان ، ولهذا قال تعالى : إنه مجلس الشيطان طلعها كأنه رءوس الشياطين [ الصافات : 65 ] . الصحيح أنهم الشياطين لا ضرب من الحيات كما زعمه من زعمه من المفسرين ، والله أعلم . فإن النفوس مغروز فيها قبح الشياطين ، وحسن خلق الملائكة ، وإن لم يشاهدوا ، ولهذا قال تعالى : طلعها كأنه رءوس الشياطين ، وقال النسوة لما شاهدن جمال يوسف : حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم [ يوسف : 45 ] . وقال : حدثنا البخاري يحيى بن جعفر ، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، حدثنا أخبرني ابن جريج عطاء ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . إذا استجنح أو كان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم ، وأغلق بابك واذكر اسم الله ، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله ، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك واذكر اسم الله ، ولو تعرض عليه شيئا
ورواه أحمد ، عن يحيى ، عن به . وعنده : ابن جريج . وقال فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا : حدثنا الإمام أحمد ، عن وكيع فطر ، عن [ ص: 147 ] ، عن أبي الزبير جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . يعني الفأرة . وقال أغلقوا أبوابكم ، وخمروا آنيتكم ، وأوكوا أسقيتكم ، وأطفئوا سرجكم فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ، ولا يكشف غطاء ، ولا يحل وكاء ، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله : حدثنا البخاري آدم ، حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن ، عن سالم بن أبي الجعد كريب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . وحدثنا لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتني . فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ، ولم يسلط عليه الأعمش ، عن سالم ، عن كريب ، عن ابن عباس مثله .
ورواه أيضا عن موسى بن إسماعيل ، عن همام ، عن منصور ، عن سالم ، عن كريب ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . أما لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا . فرزقا ولدا لم يضره الشيطان
وقال : حدثنا البخاري إسماعيل ، حدثنا أخي ، عن سليمان ، عن يحيى بن سعيد ، عن ، عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . هكذا رواه منفردا به [ ص: 148 ] من هذا الوجه . وقال يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ; يضرب على كل عقدة مكانها ، عليك ليل طويل فارقد . فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقده كلها ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان : حدثنا البخاري إبراهيم بن حمزة حدثني ابن أبي حازم ، عن يزيد يعني ابن الهادي ، عن محمد بن إبراهيم ، عن ، عن عيسى بن طلحة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه . ورواه مسلم ، عن بشر بن الحكم ، عن الدراوردي ، ، عن والنسائي محمد بن زنبور ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، كلاهما عن يزيد بن الهادي به . وقال : حدثنا البخاري ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة جرير ، عن منصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : . ورواه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح . قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه " أو قال : " في أذنه مسلم ، عن عثمان ، وإسحاق ، كلاهما عن جرير به . وأخرجه أيضا ، البخاري ، والنسائي من حديث وابن ماجه به . منصور بن المعتمر
وقال : حدثنا البخاري محمد بن يوسف ، أنبأنا الأوزاعي ، عن ، عن يحيى بن أبي كثير أبي سلمة ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . هكذا رواه منفردا به من هذا الوجه . وقال إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط ، فإذا قضي أقبل ، فإذا ثوب بها أدبر ، فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه ، فيقول : اذكر كذا وكذا . [ ص: 149 ] حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعا ؟ فإذا لم يدر أثلاثا صلى أم أربعا ، سجد سجدتي السهو : حدثنا الإمام أحمد أسود بن عامر ، حدثنا جعفر يعني الأحمر ، عن عطاء بن السائب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . وقال راصوا الصفوف فإن الشياطين تقوم في الخلل أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبان ، حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : . وقال راصوا صفوفكم ، وقاربوا بينها ، وحاذوا بين الأعناق ، فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنه الحذف : حدثنا البخاري أبو معمر ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا يونس ، عن حميد بن هلال ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . ورواه أيضا إذا مر بين يدي أحدكم شيء فليمنعه ، فإن أبى فليمنعه ، فإن أبى فليقاتله ، فإنما هو شيطان مسلم ، وأبو داود من حديث ، عن سليمان بن المغيرة حميد بن هلال به . وقال : حدثنا أبو أحمد ، حدثنا الإمام أحمد مسرة بن معبد ، حدثنا أبو عبيد صاحب سليمان قال : رأيت عطاء بن يزيد الليثي قائما يصلي فذهبت [ ص: 150 ] أمر بين يديه فردني ، ثم قال : حدثني أبو سعيد الخدري : المدينة ، فمن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل . وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يصلي صلاة الصبح وهو خلفه فقرأ فالتبست عليه القراءة فلما فرغ من صلاته قال : لو رأيتموني وإبليس ، فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين إصبعي هاتين : الإبهام والتي تليها ، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد يتلاعب به صبيان أبو داود منه : " فمن استطاع " . إلى آخره ، عن أحمد بن أبي سريج ، عن به . وقال أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري : حدثنا البخاري محمود ، حدثنا شبابة ، حدثنا شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن ، أبي هريرة . فذكر الحديث وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة فقال : إن الشيطان عرض لي فشد علي لقطع الصلاة علي ، فأمكنني الله منه مسلم ، من حديث والنسائي شعبة به مطولا .
ولفظ عند تفسير قوله تعالى إخبارا عن البخاري سليمان عليه السلام أنه قال : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب [ ص : 35 ] . من حديث روح ، وغندر ، عن شعبة ، عن محمد بن زياد ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . أو كلمة نحوها إن عفريتا من الجن [ ص: 151 ] تفلت علي البارحة سليمان : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب . قال : ليقطع علي الصلاة ، فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم ، فذكرت قول أخي روح فرده خاسئا . وروى مسلم من حديث أبي إدريس ، عن قال : أبي الدرداء . ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك . ثلاثا ، وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك . فقال : ألعنك بلعنة الله سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . وقال تعالى : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات . ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر . ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور [ لقمان : 33 ] . يعني الشيطان . وقد قال تعالى : إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير [ فاطر : 6 ] . فالشيطان لا يألو الإنسان خبالا جهده وطاقته في جميع أحواله وحركاته وسكناته ، كما صنف الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا رحمه الله كتابا في ذلك سماه " مصائد الشيطان " وفيه فوائد جمة .
[ ص: 152 ] وفي سنن أبي داود : . وروينا في بعض الأخبار أنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه : وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت . وقال الله تعالى : يا رب وعزك وجلالك لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الله تعالى : وعزتي وجلالي ولا أزال أغفر لهم ما استغفروني الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم [ البقرة : 268 ] . فوعد الله هو الحق الصدق ، ووعد الشيطان هو الباطل ، وقد روى الترمذي ، ، والنسائي في صحيحه ، وابن حبان في تفسيره من حديث وابن أبي حاتم عطاء بن السائب ، عن ، عن مرة الهمداني ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن للشيطان لمة بابن آدم ، وللملك لمة ; فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق ، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ، ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ، ثم قرأ : الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم .
وقد ذكرنا في فضل سورة البقرة أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ [ ص: 153 ] فيه ، وذكرنا في فضل آية الكرسي أن من قرأها في ليلة لا يقربه الشيطان حتى يصبح . وقال : حدثنا البخاري عبد الله بن يوسف ، أنبأنا مالك ، عن سمي ، عن أبي صالح ، عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . وأخرجه من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت رجل بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك مسلم ، ، والترمذي من حديث وابن ماجه مالك . وقال الترمذي : حسن صحيح .
وقال : أنبأنا البخاري أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج قال : قال صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب . تفرد به من هذا الوجه . وقال كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير : حدثنا البخاري عاصم بن علي ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . ورواه أحمد ، التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم [ ص: 154 ] فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال : ها . ضحك الشيطان وأبو داود ، ، وصححه والترمذي من حديث النسائي ابن أبي ذئب به . وفي لفظ . إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل
وقال : حدثنا الإمام أحمد عبد الرزاق ، أنبأنا سفيان ، عن محمد بن عجلان ، عن سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة ، فإذا قال : أحدكم ها ها . فإنما ذلك الشيطان يضحك من جوفه يحب العطاس ، ويبغض أو يكره التثاؤب . ورواه إن الله الترمذي ، من حديث والنسائي محمد بن عجلان به .
وقال : حدثنا البخاري الحسن بن الربيع ، حدثنا أبو الأحوص ، عن أشعث ، عن أبيه ، عن مسروق قال : . وكذا رواه قالت عائشة : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة . فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم أبو داود ، من رواية والنسائي أشعث بن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي ، عن أبيه ، عن مسروق به .
وروى من حديث البخاري الأوزاعي ، عن حدثني يحيى بن أبي كثير عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . وقال الرؤيا [ ص: 155 ] الصالحة من الله ، والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره : حدثنا الإمام أحمد عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن همام ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة . أخرجاه من حديث لا يمشين أحدكم إلى أخيه بالسلاح ، فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان أن ينزع في يده فيقع في حفرة من النار عبد الرزاق . وقال الله تعالى : ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير [ الملك : 5 ] . وقال : إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب [ الصافات : 6 - 10 ] . وقال تعالى : ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين [ الحجر : 16 - 18 ] . وقال تعالى : وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون [ الشعراء : 210 - 212 ] . وقال تعالى إخبارا عن الجان : وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا [ الجن : 8 - 9 ] .
[ ص: 156 ] وقال . وقال البخاري الليث حدثني خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الأسود أخبره عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : . هكذا رواه في صفة إبليس معلقا ، عن الملائكة تحدث في العنان والعنان الغمام بالأمر يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة فتقرها في أذن الكاهن ، كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة الليث به . ورواه في صفة الملائكة ، عن عن سعيد بن أبي مريم ، الليث ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ، عن محمد بن عبد الرحمن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عائشة بنحوه . تفرد بهذين الطريقين دون مسلم .
وروى في موضع آخر ، البخاري ومسلم من حديث الزهري ، عن يحيى بن عروة بن الزبير ، عن أبيه قال : قالت عائشة . هذا لفظ سأل ناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال : إنهم ليسوا بشيء . فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا . فقال صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون معها مائة كذبة . البخاري
[ ص: 157 ] وقال : حدثنا البخاري ، حدثنا الحميدي سفيان ، حدثنا عمرو قال : سمعت عكرمة يقول : سمعت يقول : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : أبا هريرة . ووصف إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق ، وهو العلي الكبير . فيسمعها مسترق السمع ، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض سفيان بكفه ، فحرفها وبدد بين أصابعه . انفرد به فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها ، وربما ألقاها قبل أن يدركه ، فيكذب معها مائة كذبة ، فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا ، كذا وكذا . فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء . وروى البخاري مسلم من حديث الزهري ، عن ، عن علي بن الحسين زين العابدين ابن عباس ، عن رجال من الأنصار ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا . وقال تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين [ الزخرف : 36 - 38 ] . وقال تعالى : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم [ فصلت : 25 ] . الآية . وقال تعالى : قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد [ ق : 27 - 29 ] . [ ص: 158 ] وقال تعالى : وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون [ الأنعام : 112 - 113 ] .
وقد قدمنا في صفة الملائكة ما رواه أحمد ، ومسلم من طريق منصور ، عن ، عن أبيه ، واسمه سالم بن أبي الجعد رافع ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة . قالوا : وإياك يا رسول الله . قال : وإياي ، ولكن الله أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير
وقال : حدثنا الإمام أحمد ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة جرير ، عن قابوس ، عن أبيه ، واسمه حصين بن جندب ، وهو ، عن أبو ظبيان الجنبي ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : . تفرد به ليس منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الشياطين . قالوا : وأنت يا رسول الله . قال : نعم ، ولكن الله أعانني عليه فأسلم أحمد ، وهو على شرط الصحيح . وقال : حدثنا الإمام أحمد هارون ، حدثنا أخبرني عبد الله بن وهب أبو صخر ، عن حدثه أن يزيد بن قسيط عروة بن الزبير حدثه أن عائشة [ ص: 159 ] زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته : عائشة أغرت . " قالت فقلت : ومالي أن لا يغار مثلي على مثلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفأخذك شيطانك . " قالت : يا رسول الله أو معي شيطان ؟ قال : " نعم . " قلت : ومع كل إنسان ؟ قال : " نعم . " قلت : ومعك يا رسول الله ؟ قال : " نعم . " ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم " . وهكذا رواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا ، قالت : فغرت عليه ، قالت : فجاء فرأى ما أصنع . فقال : " مالك يا مسلم ، عن هارون ، وهو ابن سعيد الأيلي بإسناده نحوه .
وقال : حدثنا الإمام أحمد قتيبة بن سعيد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن موسى بن وردان ، عن : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . تفرد به إن المؤمن لينضي شيطانه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر أحمد من هذا الوجه . ومعنى لينضي شيطانه : ليأخذ بناصيته فيغلبه ويقهره ، كما يفعل بالبعير إذا شرد ثم غلبه ، وقوله تعالى إخبارا عن إبليس : قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين [ الأعراف : 16 - 17 ] .
قال : حدثنا الإمام أحمد ، حدثنا هاشم بن القاسم أبو عقيل ، هو عبد الله بن عقيل الثقفي ، حدثنا موسى بن المسيب ، عن سالم [ ص: 160 ] بن أبي الجعد ، عن سبرة بن أبي فاكه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ; فقعد له بطريق الإسلام ، فقال : أتسلم وتذر دينك ودين آبائك ؟ قال : " فعصاه وأسلم " قال : وقعد له بطريق الهجرة ، فقال : أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ؟ وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطول . فعصاه وهاجر . ثم قعد له بطريق الجهاد ، وهو جهد النفس والمال ، فقال : أتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال ؟ قال : " فعصاه وجاهد " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فمن فعل ذلك منهم كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن قتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن كان غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة ، وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه . إن
وقال : حدثنا الإمام أحمد ، حدثنا وكيع عبادة بن مسلم الفزاري ، حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم سمعت عبد الله بن عمر يقول : : اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي الدعوات حين يصبح وحين يمسي . قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هذه : يعني الخسف . ورواه وكيع أبو داود ، ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن حبان من حديث والحاكم عبادة بن مسلم به . وقال : صحيح الإسناد . الحاكم