[ ص: 288 ] ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ومائة
فيها بسام بن إبراهيم بن بسام الطاعة ، وخرج على السفاح ، فبعث إليه خلع خازم بن خزيمة فقاتله فقتل عامة أصحابه ، واستباح عسكره ، ورجع فمر بملأ من بني عبد المدان أخوال أمير المؤمنين ، فسألهم عن بعض ما فيه نصرة للخليفة ، فلم يردوا عليه ، واستهانوا به ، فأمر بضرب أعناقهم ، وكانوا قريبا من عشرين رجلا ومثلهم من مواليهم ، فاستعدى بنو عبد المدان على خازم بن خزيمة إلى أمير المؤمنين ، وقالوا : قتل أخوالك بلا ذنب . فهم السفاح بقتله ، فأشار عليه بعض الأمراء بأن لا يقتله ، ولكن ليبعثه مبعثا صعبا ، فإن سلم فذلك ، وإن قتل فذلك الذي أردت . فبعثه إلى عمان - وكان بها طائفة من الخوارج قد تمردوا - وجهز معه سبعمائة رجل ، وكتب إلى عمه سليمان بن علي نائب البصرة بحملهم في السفن إلى عمان ففعل ، فقاتل الخوارج فكسرهم وقهرهم واستحوذ على تلك البلاد ، الخوارج الصفرية وهو وقتل أمير الجلندى وقتل من أصحابه وأنصاره نحوا من عشرة آلاف ، وبعث برءوسهم إلى البصرة ، فبعث بها إلى الخليفة . ثم بعد أشهر كتب إليه السفاح أن يرجع ، فرجع سالما غانما منصورا .
[ ص: 289 ] وفيها أبو مسلم بلاد الصغد ، غزا أبو داود أحد نواب أبي مسلم بلاد كش ، فقتل خلقا ، وغنم من الأواني الصينية المنقوشة بالذهب شيئا كثيرا جدا . وغزا
وفيها بعث الخليفة السفاح موسى بن كعب إلى منصور بن جمهور - وهو بالهند - في اثني عشر ألفا ، فالتقاه موسى بن كعب في ثلاثة آلاف ، فهزمه واستباح عسكره .
وفيها اليمن محمد بن يزيد بن عبيد الله بن عبد المدان فاستخلف مات عامل السفاح عليها عمه - وهو خال الخليفة - زياد بن عبيد الله . وفيها السفاح من الحيرة إلى الأنبار . تحول
وحج بالناس نائب الكوفة عيسى بن موسى . ونواب الأقاليم هم هم .
وممن توفي فيها من الأعيان : أبو هارون العبدي عمارة بن جوين ، ويزيد بن [ ص: 290 ] يزيد بن جابر الدمشقي .