فيها سار جماعة للحج بخفارة فلم يمكنهم المسير فعدلوا إلى الكوفة ورجعوا ، وفي ذي الحجة منها شرع في بناء المدرسة النظامية ببغداد ، ونقض لأجلها دور كثيرة من مشرعة الزوايا وباب البصرة وفيها كانت تميم بن المعز بن باديس وأولاد حماد والعرب والمغاربة بصنهاجة وزناتة . حروب كثيرة بين
وحج بالناس من بغداد النقيب أبو الغنائم .
وفيها كان وهو مقتل عميد الملك الكندري محمد بن منصور بن محمد أبو نصر وزير طغرلبك وقد كان مسجونا له سنة تامة ، ولما قتل حمل فدفن عند أبيه بقرية كندر من عمل طريثيث وليست بكندر [ ص: 6 ] التي بالقرب من قزوين واستحوذ السلطان على أمواله وحواصله ، وقد كان ذكيا فصيحا شاعرا لديه فضائل جمة حاضر الجواب سريعه .
ولما أرسله طغرلبك إلى الخليفة يخطب إليه ابنته وامتنع الخليفة من ذلك أشد الامتناع ، أنشد متمثلا بقول المتنبي :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
فتممه الوزير :
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فسكت الخليفة وأطرق .وكان عمر الكندري حين قتل نيفا وأربعين سنة ومن شعره الجيد قوله :
إن كان في الناس ضيق عن منافستي فالموت قد وسع الدنيا على الناس
مضيت والشامت المغبون يتبعني كل لكأس المنايا شارب حاسي