[ ص: 287 ] فصل
قال ابن جرير وغيره : ثم مرج أمر بني إسرائيل ، وعظمت فيهم الأحداث والخطوب والخطايا ، وقتلوا من قتلوا من الأنبياء ، وسلط الله عليهم بدل الأنبياء ملوكا جبارين يظلمونهم ، ويسفكون دماءهم ، وسلط الله عليهم الأعداء من غيرهم أيضا . وكانوا إذا قاتلوا أحدا من الأعداء ، يكون معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان ، كما تقدم ذكره ، فكانوا ينصرون ببركته ، وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية ، مما ترك آل موسى وآل هارون ، فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزة وعسقلان ، غلبوهم عليه ، وقهروهم على أخذه ، فانتزعوه من أيديهم ، فلما علم بذلك ملك بنى إسرائيل ، في ذلك الزمان ، مالت عنقه فمات كمدا ، وبقي بنو إسرائيل كالغنم بلا راع ، حتى بعث الله فيهم نبيا من الأنبياء يقال له : شمويل . فطلبوا منه أن يقيم لهم ملكا ليقاتلوا معه الأعداء ، فكان من أمرهم ما سنذكره مما قص الله في كتابه .
قال ابن جرير فكان بين وفاة يوشع بن نون إلى أن بعث الله عز وجل [ ص: 288 ] شمويل بن بالى ، أربعمائة سنة وستون سنة . ثم ذكر تفصيلها بمدد الملوك الذين ملكوا عليهم ، وسماهم واحدا واحدا ، تركنا ذكرهم قصدا .