[ ص: 285 ] اليسع ، عليه السلام قصة
وقد ذكره الله تعالى مع الأنبياء ، في سورة " الأنعام " في قوله : وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين
[ الأنعام : 86 ] . وقال تعالى في سورة " ص " : واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار [ ص : 48 ] . قال ، إسحاق بن بشر أبو حذيفة : أنبأنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال : كان بعد إلياس ، اليسع - عليهما السلام - فمكث ما شاء الله أن يمكث; يدعوهم إلى الله مستمسكا بمنهاج إلياس وشريعته ، حتى قبضه الله ، عز وجل ، إليه ، ثم خلف فيهم الخلوف ، وعظمت فيهم الأحداث والخطايا ، وكثرت الجبابرة ، وقتلوا الأنبياء ، وكان فيهم ملك جبار عنيد طاغ ، ويقال : إنه الذي تكفل له ذو الكفل إن هو تاب وراجع ، دخل الجنة; فسمى ذا الكفل . قال محمد بن إسحاق : هو اليسع بن أخطوب .
وقال الحافظ ، في حرف الياء من " تاريخه " : أبو القاسم بن عساكر اليسع; وهو : الأسباط بن عدي بن شوتلم بن أفراثيم بن يوسف بن يعقوب بن [ ص: 286 ] إسحاق بن إبراهيم الخليل . ويقال : هو ابن عم إلياس النبي ، عليهما السلام . ويقال : كان مستخفيا معه بجبل قاسيون من ملك بعلبك ، ثم ذهب معه إليها ، فلما رفع إلياس خلفه اليسع فى قومه ، ونبأه الله بعده . ذكر ذلك عبد المنعم بن إدريس بن سنان ، عن أبيه ، عن ، قال : وقال غيره : كان الأسباط ببانياس . ثم ذكر وهب بن منبه قراءة من قرأ : اليسع ، بالتخفيف وبالتشديد ، ومن قرأ : " الليسع " ، وهو اسم واحد لنبي من الأنبياء . قلت : قد قدمنا قصة ابن عساكر ذي الكفل بعد قصة أيوب ، عليهما السلام; لأنه قد قيل : إنه ابن أيوب ، فالله أعلم بالصواب .