رضي الله عنه
هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي وكان الخطاب - والد عمر بن الخطاب - عمه وأخاه لأمه ، وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه وكان لها من نفيل أخوه الخطاب قاله الزبير بن بكار : وكان ومحمد بن إسحاق زيد بن عمرو قد ترك عبادة الأوثان ، وفارق دينهم وكان لا يأكل إلا ما ذبح على اسم الله وحده قال عن يونس بن بكير محمد بن إسحاق حدثني عن أبيه عن هشام بن عروة أسماء بنت أبي بكر قالت لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد منكم على دين إبراهيم غيري ، ثم يقول : اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إليك عبدتك به ، ولكني لا أعلم ، ثم يسجد على راحلتهوكذا رواه أبو أسامة عن هشام به ، وزاد وكان يصلي إلى الكعبة ، ويقول : إلهي إله إبراهيم ، وديني دين إبراهيم ، [ ص: 317 ] وكان يحيي الموءودة ، ويقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ادفعها إلي أكفلها فإذا ترعرعت قال : إن شئت فخذها ، وإن شئت فادفعها أخرجه من طريق النسائي أبي أسامة ، وعلقه فقال : وقال البخاري الليث : كتب إلى عن أبيه به . هشام بن عروة
وقال عن يونس بن بكير محمد بن إسحاق : وقد كان نفر من قريش; زيد بن عمرو بن نفيل ، وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وعثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى ، وعبيد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ، وأمه وأخته أميمة بنت عبد المطلب ، زينب بنت جحش - التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مولاه كما سيأتي بيانه - حضروا زيد بن حارثة قريشا عند ، وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم فلما اجتمعوا خلا بعض أولئك النفر إلى بعض ، وقالوا : تصادقوا ، وليكتم بعضكم على بعض فقال قائلهم : تعلمن والله ما قومكم على شيء ، لقد أخطئوا دين إبراهيم وخالفوه ما وثن يعبد لا يضر ولا ينفع؟! فابتغوا لأنفسكم . فخرجوا يطلبون ، ويسيرون في الأرض يلتمسون أهل كتاب من اليهود والنصارى والملل كلها ، [ ص: 318 ] يسألونهم الحنيفية دين إبراهيم .
فأما ورقة بن نوفل فتنصر ، واستحكم في النصرانية ، وابتغى الكتب من أهلها حتى علم علما كثيرا من أهل الكتاب ، ولم يكن فيهم أعدل أمرا ، وأعدل شأنا من زيد بن عمرو بن نفيل اعتزل الأوثان ، وفارق الأديان من اليهود والنصارى والملل كلها ، إلا دين الحنيفية دين إبراهيم يوحد الله ، ويخلع من دونه ولا يأكل ذبائح قومه باداهم بالفراق لما هم فيه . قال : وكان الخطاب قد آذاه أذى كثيرا حتى خرج منه إلى أعلى مكة ، ووكل به الخطاب شبابا من قريش ، وسفهاء من سفهائهم فقال : لا تتركوه يدخل مكة فكان لا يدخلها إلا سرا منهم فإذا علموا به أخرجوه ، وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم أو يتابعه أحد إلى ما هو عليه .
وقال سمعت من أرضى يحدث عن موسى بن عقبة زيد بن عمرو بن نفيل كان يعيب على قريش ذبائحهم ، ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء ماء ، وأنبت لها من الأرض لم تذبحوها على غير اسم الله ؟ إنكارا لذلك وإعظاما له . وقال يونس عن ابن إسحاق وقد كان زيد بن عمرو بن نفيل قد عزم على الخروج من مكة يضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم ، وكانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض للخروج ، وأراده آذنت الخطاب بن نفيل فخرج زيد إلى الشام [ ص: 319 ] يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم ، ويسأل عنه ، ولم يزل في ذلك ، - فيما يزعمون - حتى أتى الموصل والجزيرة كلها ، ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا ببيعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية ، - فيما يزعمون - فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم فقال له الراهب : إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم لقد درس من علمه ، وذهب من كان يعرفه ، ولكنه قد أظلك خروج نبي . وهذا زمانه وقد كان شام اليهودية والنصرانية فلم يرض شيئا منها فخرج سريعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه . فقال ورقة يرثيه :
رشدت وأنعمت ابن عمرو ، وإنما تجنبت تنورا من النار حاميا بدينك ربا ليس رب كمثله
وتركك أوثان الطواغي كما هيا وقد تدرك الإنسان رحمة ربه
ولو كان تحت الأرض ستين واديا
وقد روى عن موسى بن عقبة سالم عن ابن عمر نحو هذا ، وقال محمد بن سعد : حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن سيف القرشي عن إسماعيل بن مجالد عن مجالد عن الشعبي عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : قال زيد بن عمرو بن نفيل : شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما فكنت بالشام وما والاه حتى أتيت راهبا في صومعة فذكرت له اغترابي عن قومي ، وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية ، فقال لي : أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة إنك لتطلب دينا ما يوجد اليوم أحد يدين به ، وهو دين أبيك إبراهيم كان حنيفا لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، كان يصلي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك ، [ ص: 321 ] فالحق ببلدك فإن الله يبعث من قومك في بلدك من يأتي بدين إبراهيم الحنيفية وهو أكرم الخلق على الله .
وقال يونس عن ابن إسحاق حدثني بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل : إن زيدا كان إذا دخل الكعبة قال : لبيك حقا حقا تعبدا ورقا ، عذت بما عاذ به إبراهيم وهو قائم إذ قال :
أنفي لك اللهم عان راغم مهما تجشمني فإني جاشم
البر أبغي لا الخال ليس مهجر كمن قال
[ ص: 322 ]
لبيك حقا حقا تعبدا ورقا
البر أبغي لا حلال فهل مهجر كمن قال
أنفي لك اللهم عان راغم مهما تجشمني فإني جاشم
وقال محمد بن سعد : حدثنا محمد بن عمر حدثني أبو بكر ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن عن ابن أبي مليكة حجير بن أبي إهاب قال : رأيت زيد بن عمرو ، وأنا عند صنم بوانة بعدما رجع من الشام وهو يراقب الشمس فإذا زالت استقبل الكعبة فصلى ركعة سجدتين ، ثم يقول : هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل ، لا أعبد حجرا ولا أصلي [ ص: 323 ] له ولا آكل ما ذبح له ولا أستقسم بالأزلام ، وإنما أصلي إلى هذا البيت حتى أموت وكان يحج فيقف بعرفة وكان يلبي فيقول : لبيك لا شريك لك ولا ند لك ، ثم يدفع من عرفة ماشيا وهو يقول : لبيك متعبدا مرقوقا .
وقال الواقدي : حدثني علي بن عيسى الحكمي عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال : سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول : أنا أنتظر نبيا من ولد إسماعيل ، ثم من بني عبد المطلب ولا أراني أدركه وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه نبي فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلام ، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك . قلت : هلم قال : هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله ، وليست تفارق عينه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد . وهذا البلد مولده ومبعثه ثم يخرجه قومه منها ، ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره فإياك أن تخدع عنه فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس ، يقولون : هذا الدين وراءك ، وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون : لم يبق نبي غيره . قال عامر بن ربيعة : فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول زيد بن عمرو ، وأقرأته منه السلام فرد عليه السلام وترحم عليه ، وقال : قد رأيته في الجنة يسحب ذيولا .
[ ص: 324 ] وقال في صحيحه : ذكر البخاري زيد بن عمرو بن نفيل حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا حدثني موسى بن عقبة سالم عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها ، ثم قال زيد : إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه وإن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ، ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء ماء ، وأنبت لها من الأرض ، ثم يذبحونها على غير اسم الله إنكارا لذلك ، وإعظاما له .
قال ، وحدثني موسى بن عقبة - ولا أعلمه إلا يحدث به عن سالم بن عبد الله ابن عمر - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ، ويتبعه فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم فقال : إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني فقال : إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله قال زيد : وما أفر إلا من غضب الله تعالى ولا أحمل من غضب الله شيئا ولا أستطيعه فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن تكون حنيفا قال زيد : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم عليه السلام لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فخرج زيد فلقي عالما من النصارى ، [ ص: 325 ] فذكر مثله; فقال : لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله . قال : ما أعلمه إلا أن تكون حنيفا قال : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم . لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج فلما برز رفع يديه فقال : اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم قال : وقال الليث : كتب إلي عن أبيه عن هشام بن عروة أسماء بنت أبي بكر قالت : رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما ، مسندا ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري وكان يحيي الموءودة يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فإذا ترعرعت قال لأبيها : إن شئت دفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤنتها انتهى ما ذكره . البخاري
وهذا الحديث الأخير قد أسنده الحافظ من طريق ابن عساكر عن أبي بكر بن أبي داود عيسى بن حماد عن الليث عن هشام عن أبيه عن أسماء فذكر نحوه ، وقال عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن هشام بن عروة أسماء قالت : سمعت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة يقول : يا معشر قريش إياكم والزنا فإنه يورث الفقر .
وقد ساق هاهنا أحاديث غريبة جدا ، وفي بعضها نكارة [ ص: 326 ] شديدة ، ثم أورد من طرق متعددة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عساكر أنه قال : يبعث يوم القيامة أمة وحده فمن ذلك ما رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن مجالد عن الشعبي عن جابر قال زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية ، ويقول : إلهي إله إبراهيم ، وديني دين إبراهيم ، ويسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحشر ذاك أمة وحده بيني وبين عيسى ابن مريم إسناده جيد حسن . سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
وقال الواقدي : حدثني موسى بن شيبة عن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك قال : سمعت يذكر سعيد بن المسيب زيد بن عمرو بن نفيل فقال : توفي ، وقريش تبني الكعبة قبل أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ، ولقد نزل به ، وإنه ليقول : أنا على دين إبراهيم فأسلم ابنه سعيد بن زيد ، واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتى عمر بن الخطاب ، رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن وسعيد بن زيد زيد بن عمرو بن نفيل فقال : غفر الله له ورحمه; فإنه مات على دين إبراهيم . قال : فكان المسلمون بعد ذلك اليوم ، لا يذكره ذاكر منهم إلا ترحم عليه ، واستغفر له ، ثم يقول رحمه الله وغفر له سعيد بن المسيب .
وقال محمد بن سعد عن الواقدي حدثني زكريا بن يحيى السعدي [ ص: 327 ] عن أبيه قال : مات زيد بن عمرو بن نفيل بمكة ، ودفن بأصل حراء . وقد تقدم أنه مات بأرض البلقاء من الشام لما عدا عليه قوم من بني لخم فقتلوه بمكان يقال له : ميفعة . والله أعلم .
وقال الباغندي عن عن أبي سعيد الأشج أبي معاوية عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين . وهذا إسناد جيد ، وليس هو في شيء من الكتب .
ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله ما قدمناه في بدء الخلق من تلك القصيدة
إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا وقولا رضيا لا يني الدهر باقيا إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه إله ولا رب يكون مدانيا وقد قيل : إنها . والله أعلم . ومن شعره في التوحيد ، ما حكاه لأمية بن أبي الصلت محمد بن إسحاق وغيرهما : والزبير بن بكار
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا [ ص: 328 ] دحاها فلما استوت شدها سواء وأرسى عليها الجبالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا إذا هي سيقت إلى بلدة أطاعت فصبت عليها سجالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الريح تصرف حالا فحالا وقال محمد بن إسحاق : حدثني قال : روى أبي أن هشام بن عروة زيد بن عمرو قال
أربا واحدا أم ألف رب أدين إذا تقسمت الأمور عزلت اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الجلد الصبور فلا العزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمي بني عمرو أزور ولا هبلا أدين وكان ربا لنا في الدهر إذ حلمي يسير عجبت وفي الليالي معجبات وفي الأيام يعرفها البصير بأن الله قد أفنى رجالا كثيرا كان شأنهم الفجور وأبقى آخرين ببر قوم فيربل منهم الطفل الصغير [ ص: 329 ] وبينا المرء يعثر ثاب يوما كما يتروح الغصن المطير ولكن أعبد الرحمن ربي ليغفر ذنبي الرب الغفور فتقوى الله ربكم احفظوها متى ما تحفظوها لا تبوروا ترى الأبرار دارهم جنان وللكفار حامية سعير وخزي في الحياة وإن يموتوا يلاقوا ما تضيق به الصدور هذا تمام ما ذكره محمد بن إسحاق من هذه القصيدة
وقد رواه أبو القاسم البغوي عن مصعب بن عبد الله عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال : قال عن أبيه عن هشام بن عروة أسماء بنت أبي بكر قالت : قال زيد بن عمرو بن نفيل :
عزلت الجن والجنان عني كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها ولا صنمي بني طسم أدير
ولا غنما أدين وكان ربا لنا في الدهر إذ حلمي صغير أربا واحدا أم ألف رب
أدين إذا تقسمت الأمور [ ص: 330 ] ألم تعلم بأن الله أفنى رجالا
كان شأنهم الفجور وأبقى آخرين ببر قوم
فيربو منهم الطفل الصغير وبينا المرء يعثر ثاب يوما
كما يتروح الغصن النضير
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما تجنبت تنورا من النار حاميا
لدينك ربا ليس رب كمثله وتركك جنان الجبال كما هيا
أقول إذا أهبطت أرضا مخوفة حنانيك لا تظهر على الأعاديا
حنانيك إن الجن كانت رجاءهم وأنت إلهي ربنا ورجائيا
لتدركن المرء رحمة ربه وإن كان تحت الأرض سبعين واديا
أدين لرب يستجيب ولا أرى أدين لمن لا يسمع الدهر داعيا
أقول إذا صليت في كل بيعة تباركت قد أكثرت باسمك داعيا