3- من نبإ موسى أي من خبره.
وجعل أهلها شيعا أي فرقا وأصنافا في الخدمة.
يستضعف طائفة منهم يعني: بني إسرائيل .
5- ونجعلهم الوارثين للأرض.
7- وأوحينا إلى أم موسى أي ألقينا في قلبها. ومثله: وإذ أوحيت إلى الحواريين .
فألقيه في اليم أي في البحر.
8- فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا لم يلتقطوه في وقتهم ذاك لهذه العلة. وإنما التقطوه: ليكون لهم ولدا بالتبني; فكان عدوا وحزنا فاختصر الكلام.
10- وأصبح فؤاد أم موسى فارغا قال أبو عبيدة: "فارغا من الحزن لعلمها أنه لم يقتل"; أو قال: لم يغرق .
وهذا من أعجب التفسير. كيف يكون فؤادها من الحزن فارغا في وقتها ذاك، والله سبحانه يقول: لولا أن ربطنا على قلبها ؟! وهل يربط إلا على قلب [ ص: 329 ] الجازع والمحزون؟! والعرب تقول للخائف والجبان: "فؤاده هواء". لأنه لا يعي عزما ولا صبرا. قال الله وأفئدتهم هواء . وقد خالفه المفسرون إلى الصواب فقالوا أصبح فارغا من كل شيء إلا من أمر موسى; كأنها لم تهتم بشيء -مما يهتم به الحي- إلا أمر ولدها.
11- وقالت لأخته قصيه أي قصي أثره واتبعيه.
فبصرت به عن جنب أي عن بعد منها عنه وإعراض: لئلا يفطنوا لها. و"المجانبة" من هذا.
وهم لا يشعرون بها.
12- وحرمنا عليه المراضع أي منعناه أن يرضع [منهن] و"المراضع": جمع "مرضع".
يكفلونه أي يضمونه إليهم.
14- ولما بلغ أشده قد تقدم ذكره .
واستوى أي استحكم وانتهى شبابه واستقر: فلم تكن فيه زيادة.
15- ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها يقال: نصف النهار.
هذا من شيعته أي من أصحابه. يعني: بني إسرائيل.
وهذا من عدوه أي من أعدائه. و "العدو" يدل على الواحد، وعلى الجمع . [ ص: 330 ] فوكزه موسى أي لكزه. يقال وكزته ولكزته [ونكزته ونهزته] ولهزته; إذا دفعته.
فقضى عليه أي قتله. وكل شيء فرغت منه: فقد قضيته، وقضيت عليه.
18- خائفا يترقب أي ينتظر سوءا يناله منهم.
فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه أي يستغيث به. يعني: الإسرائيلي.
قال له موسى إنك لغوي مبين يجوز أن يكون هذا القول للإسرائيلي . أي أغويتني بالأمس حتى قتلت بنصرتك رجلا. ويجوز أن يكون لعدوهما .
يسعى أي يسرع [في مشيه] .
قال يا موسى إن الملأ يعني: الوجوه من الناس والأشراف .
يأتمرون بك ليقتلوك قال أبو عبيدة: "يتشاورون فيك ليقتلوك". واحتج بقول الشاعر:
أحار بن عمرو! كأني خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر
وهذا غلط بين لمن تدبر، ومضادة للمعنى. كيف يعدو على المرء ما شاور فيه، [ ص: 331 ] والمشاورة بركة وخير؟! وإنما أراد: يعدو عليه ما هم به للناس من الشر. ومثله: قولهم: "من حفر حفرة وقع فيها".
وقوله: إن الملأ يأتمرون أي يهمون بك. يدلك على ذلك قول النمر بن تولب:
اعلمن أن كل مؤتمر ... مخطئ في الرأي أحيانا
فإذا لم يصب رشدا ... كان بعض اللوم ثنيانا
يعني: أن كل من ركب هواه وفعل ما فعل بغير مشاورة فلا بد من أن يخطئ أحيانا. فإذا لم يصب رشدا لامه الناس مرتين: مرة لركوبه الأمر بغير مشاورة، ومرة لغلطه.
ومما يدلك على ذلك أيضا قوله عز وجل: وأتمروا بينكم بمعروف لم يرد تشاوروا، وإنما أراد: هموا به، واعتزموا عليه. وقالوا في تفسيره: هو أن لا تضر المرأة بزوجها، ولا الزوج بالمرأة.
ولو أراد المعنى الذي ذهب إليه أبو عبيدة، لكان أولى به أن يقول: "إن الملأ يتآمرون فيك" أي يستأمر بعضهم بعضا.
22- تلقاء مدين أي تجاه مدين ونحوها. وأصله: "اللقاء". زيدت فيه التاء. قال الشاعر:
فاليوم قصر عن تلقائه الأمل
[ ص: 332 ] أي عن لقائه.سواء السبيل أي قصده.
23- وجد عليه أمة من الناس يسقون أي جماعة .
ووجد من دونهم امرأتين تذودان أي تكفان غنمهما. وحذف "الغنم" اختصارا.
وفي تفسير أبي صالح: "تحبس إحداهما الغنم على الأخرى".
قال ما خطبكما أي ما أمركما؟ وما شأنكما؟.
(يصدر الرعاء أي يرجع الرعاء. ومن قرأ: يصدر الرعاء ; أراد: يرد الرعاء أغنامهم عن الماء.
27- على أن تأجرني أي تجازيني عن التزويج، والأجر من الله إنما هو: الجزاء على العمل.
28- أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي قال المفسرون: لا سبيل علي. والأصل من "التعدي"، وهو: الظلم. كأنه قال: أي الأجلين قضيت، فلا تعتد علي بأن تلزمني أكثر منه.
29- أو جذوة من النار أي قطعة منها. ومثلها الجذمة وفي التفسير: "الجذوة عود قد احترق". [ ص: 333 ]
32- اسلك يدك في جيبك أي أدخل يدك، يقال: سلكت يدي وأسلكتها .
(الجناح الإبط. والجناح: اليد أيضا.
الرهب والرهب [والرهب] والرهبة واحد.
برهانان أي حجتان.
34- فأرسله معي ردءا أي معينا. يقال: أردأته على كذا، أي أعنته.
35- ونجعل لكما سلطانا أي حجة.
38- فأوقد لي يا هامان على الطين أي اصنع لي الآجر.
فاجعل لي منه صرحا أي قصرا عاليا.
45- وما كنت ثاويا في أهل مدين أي مقيما. يقال: ثويت بالمكان; إذا أقمت به. ومنه قيل للضيف: الثوي.
48- (ساحران تظاهرا) أي تعاونا.
51- ولقد وصلنا لهم القول أي أتبعنا بعضه بعضا، فاتصل عندهم. يعني: القرآن.
57- أولم نمكن لهم حرما آمنا أي ألم نسكنهم إياه ونجعله مكانا لهم؟!. [ ص: 334 ]
58- بطرت معيشتها أي أشرت. وكأن المعنى: أبطرتها معيشتها. كما تقول: أبطرك مالك، فبطرت.
59- في أمها رسولا أي في أعظمها.
61- ثم هو يوم القيامة من المحضرين أي محضري النار.
63- الذين حق عليهم القول أي وجبت عليهم الحجة، فوجب العذاب.
66- فعميت عليهم الأنباء أي عموا عنها -من شدة الهول يومئذ- فلم يجيبوا. و"الأنباء": الحجج هاهنا.
68- وربك يخلق ما يشاء ويختار أي يختار للرسالة.
ما كان لهم الخيرة أي لا يرسل الله الرسل على اختيارهم.
71- ( السرمد ) الدائم.
75- ونزعنا من كل أمة شهيدا أي: أحضرنا رسولهم المبعوث إليهم.
76- ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أي تميل بها العصبة -إذا حملتها- من ثقلها. يقال: ناءت بالعصبة، أي مالت بها. وأناءت العصبة: أمالتها. ونحوه في المعنى قوله: ولا يئوده حفظهما أي لا يثقله حتى يؤوده، أي يميله. [ ص: 335 ] و"العصبة": ما بين العشرة إلى الأربعين.
وفي تفسير أبي صالح: ما إن مفاتحه يعني: الكنز نفسه وقد تكون "المفاتح": مكان الخزائن. قال في موضع آخر: أو ما ملكتم مفاتحه أي ما ملكتموه: من المخزون. وقال: وعنده مفاتح الغيب نرى: أنها خزائنه.
لا تفرح لا تأشر، ولا تبطر. قال الشاعر:
ولست بمفراح إذا الدهر سرني ... ولا جازع من صرفه المتحول
أي لست بأشر. فأما السرور فليس بمكروه.
77- ولا تنس نصيبك من الدنيا أي لا تترك حظك منها.
78- قال إنما أوتيته على علم عندي أي لفضل عندي. وروي في التفسير: أنه كان أقرأ بني إسرائيل للتوراة .
ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون قال يدخلون النار بغير حساب. وقال غيره يعرفون بسيماهم. [ ص: 336 ] قتادة
80- ولا يلقاها أي لا يوفق لها. ويقال: يرزقها.
82- ويكأن الله قال هي "ألم تعلم! ". وقال قتادة: أبو عبيدة: سبيلها سبيل "ألم تر؟ ".
وقد ذكرت الحرف والاختلاف فيه، في كتاب "تأويل المشكل" .
85- إن الذي فرض عليك القرآن أي أوجب عليك العمل به. وقال بعض المفسرين أنزله عليك.
لرادك إلى معاد قال يعني مجاهد: مكة. وفي تفسير أبي صالح: "أن جبريل -عليه السلام- أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتشتاق إلى مولدك ووطنك، يعني: مكة؟ قال: نعم. فأنزل الله عز وجل هذه الآية: وهو فيما بين مكة والمدينة".
وقال الحسن - أحدهما: "معاده: يوم القيامة"; والآخر: "معاده: الجنة". والزهري
وقال هذا مما كان قتادة: يكتمه . ابن عباس