مكية كلها
1- أحكمت آياته فلم تنسخ .
ثم فصلت بالحلال والحرام. ويقال: فصلت: أنزلت شيئا بعد شيء، ولم تنزل جملة.
من لدن حكيم خبير أي: من عند حكيم خبير.
3- يمتعكم متاعا حسنا أي: يعمركم وأصل الإمتاع: الإطالة. يقال: أمتع الله بك ومتع الله بك إمتاعا ومتاعا. والشيء الطويل: ماتع. ويقال: جبل ماتع. وقد متع النهار: إذا تطاول.
5- يثنون صدورهم أي: يطوون ما فيها ويسترونه ليستخفوا بذلك من الله . [ ص: 202 ] ألا حين يستغشون ثيابهم أي: يستترون بها ويتغشونها.
6- ويعلم مستقرها ومستودعها قال مستقرها: الأرحام. ومستودعها: الأرض التي تموت فيها . ابن مسعود:
8- إلى أمة معدودة أي: إلى حين بغير توقيت. فأما قوله: وادكر بعد أمة فيقال: بعد سبع سنين.
9- ليئوس فعول من يئست. أي: قنوط .
10- ذهب السيئات عني أي: البلايا.
15- من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها أي: نؤتهم ثواب أعمالهم لها فيها.
وهم فيها لا يبخسون أي: لا ينقصون.
17- أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه مفسر في كتاب "المشكل" .
22- لا جرم حقا.
23- وأخبتوا إلى ربهم أي: تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار. [ ص: 203 ]
27- أراذلنا شرارنا. جمع أرذل. يقال: رجل رذل وقد رذل رذالة ورذولة.
بادي الرأي أي: ظاهر الرأي. بغير همز. من قولك: بدا لي ما كان خفيا: أي ظهر. ومن همزه جعله: أول الرأي. من بدأت في الأمر فأنا أبدأ.
28- أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي على يقين وبيان.
فعميت عليكم أي: عميتم عن ذلك. يقال: عمي علي هذا الأمر. إذا لم أفهمه، وعميت عنه; بمعنى.
أنلزمكموها أي: نوجبها عليكم ونأخذكم بفهمها وأنتم تكرهون ذلك ؟! .
35- قل إن افتريته أي: اختلقته.
فعلي إجرامي أي: جرم ذلك الاختلاق - إن كنت فعلت.
وأنا بريء مما تجرمون في التكذيب .
37- و الفلك السفينة. وجمعها فلك، مثل الواحد. [ ص: 204 ]
40- من كل زوجين اثنين أي من كل ذكر وأنثى اثنين.
وأهلك إلا من سبق عليه القول أي سبق القول بهلكته.
41- مجراها مسيرها.
ومرساها حيث ترسى وترسو أيضا. أي: تقف.
43- يعصمني من الماء أي: يمنعني منه.
قال لا عاصم اليوم لا معصوم اليوم.
من أمر الله إلا من رحم ومثله: من ماء دافق بمعنى مدفوق.
44- وغيض الماء أي: نقص. يقال: غاض الماء وغضته. أي: نقص ونقصته.
وقضي الأمر أي: فرغ منه، فغرق من غرق، ونجا من نجا
و الجودي جبل بالجزيرة.
46- إنه ليس من أهلك لمخالفته إياك. وهذا كما يقول الرجل لابنه إذا خالفه: اذهب فلست منك ولست مني. لا يريد به دفع نسبه. أي: قد فارقتك.
50- وإلى عاد أخاهم هودا جعله أخاهم; لأنه منهم.
54- إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء أي: أصابك بخبل، يقال: عراني كذا وكذا واعتراني: إذا ألم بي. ومنه قيل لمن أتاك يطلب نائلك: عار. ومنه قول [ ص: 205 ] النابغة:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي ... على خوف تظن بي الظنون
59- عنيد العنيد والعنود والعاند: المعارض لك بالخلاف عليك.
60- وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة أي: ألحقوا.
63- فما تزيدونني غير تخسير أي: غير نقصان.
69- بعجل حنيذ أي: مشوي. يقال: حنذت الجمل: إذا شويته في خد من الأرض بالرضف، وهي الحجارة المحماة. وفي الحديث: أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي بضب محنوذ. خالد بن الوليد أن
70- فلما رأى أيديهم لا تصل إليه أي: إلى العجل، يريد رآهم لا يأكلون.
نكرهم أنكرهم. يقال: نكرتك، وأنكرتك، واستنكرتك.
وأوجس منهم خيفة أي: أضمر في نفسه خوفا.
71- فضحكت قال حاضت، من قولهم: ضحكت الأرنب: إذا حاضت . عكرمة:
وغيره من المفسرين يجعله الضحك بعينه . وكذلك هو في التوراة; وقرأت [ ص: 206 ] فيها: "أنها حين بشرت بالغلام ضحكت في نفسها وقالت: من بعد ما بليت أعود شابة، وسيدي إبراهيم قد شاخ؟ فقال الله لإبراهيم عليه السلام: لم ضحكت سرا - وسرا اسمها في التوراة. يعني سارة - وقالت: أحق أن ألد وقد كبرت؟ فجحدت سرا وقالت: لم أضحك. من أجل أنها خشيت. فقال: بلى لقد ضحكت".
ومن وراء إسحاق يعقوب أي: بعد إسحاق. قال أبو عبيدة: الوراء: ولد الولد.
سيء بهم فعل من السوء .
77- وقال هذا يوم عصيب أي: شديد. يقال: يوم عصيب وعصبصب.
78- وجاءه قومه يهرعون إليه أي: يسرعون إليه. يقال: أهرع الرجل: إذا أسرع على لفظ ما لم يسم فاعله كما يقال: أرعد. ويقال: جاء القوم: يهرعون، وهي رعدة تحل بهم حتى تذهب عندها عقولهم من الفزع والخوف إذا أسرعوا .
هؤلاء بناتي هن أطهر لكم أي: تزوجوهن فهن أطهر لكم. [ ص: 207 ] في ضيفي أي: في أضيافي. والواحد يدل على الجمع . كما يقال: هؤلاء رسولي ووكيلي.
79- قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق أي: لم نتزوجهن قبل، فنستحقهن.
80- أو آوي إلى ركن شديد أي: عشيرة .
81- فأسر بأهلك أي: سر بهم ليلا.
بقطع من الليل أي: ببقية تبقى من آخره. والقطع والقطعة: شيء واحد .
82- حجارة من سجيل يذهب بعض المفسرين إلى أنها "سنك وكل" بالفارسية ويعتبره بقوله عز وجل: حجارة من طين يعني الآجر. كذلك قال . ابن عباس
وقال أبو عبيدة السجيل: الشديد. وأنشد لابن مقبل: [ ص: 208 ]
ضربا تواصى به الأبطال سجينا
وقال: يريد ضربا شديدا.
ولست أدري ما سجيل من سجين. وذاك باللام وهذا بالنون. وإنما سجين في بيت ابن مقبل "فعيل" من سجنت. أي حبست. كأنه قال: ضرب يثبت صاحبه بمكانه. أي يحبسه مقتولا أو مقاربا للقتل. و"فعيل" لما دام منه العمل. كقولك: رجل فسيق وسكير وسكيت: إذا أدام منه الفسق والسكر والسكوت. وكذلك "سجين". هو ضرب يدوم منه الإثبات والحبس.
وبعض الرواة يرويه "سخين" - من السخونة - أي ضربا سخنا.
منضود بعضه على بعض كما تنضد الثياب وكما ينضد اللبن.
83- مسومة معلمة بمثل الخواتيم. والسومة: العلامة .
86- بقيت الله خير لكم أي: ما أبقى الله لكم من حلال الرزق خير من التطفيف.
87- أصلاتك تأمرك أي: دينك. ويقال: قراءتك .
89- لا يجرمنكم شقاقي أي: لا يكسبنكم ويجر عليكم شقاقي، أي: عداوتي، أن تهلكوا . [ ص: 209 ]
91- ولولا رهطك لرجمناك أي: قتلناك. وكانوا يقتلون رجما. فسمى القتل رجما. ومثله: قوله: لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم .
92- واتخذتموه وراءكم ظهريا أي: لم تلتفتوا إلى ما جئتكم به عنه، تقول العرب: جعلتني ظهريا وجعلت حاجتي منك بظهر; إذا أعرضت عنه وعن حاجته.
93- وارتقبوا إني معكم رقيب أي: انتظروا إني معكم منتظر .
95- ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود يقال: بعد يبعد: إذا كان بعد، هلكة. وبعد يبعد: إذا نأى.
99- الرفد العطية. يقال: رفدته أرفده; إذا أعطيته وأعنته.
و المرفود المعطى. كما تقول: بئس العطاء والمعطى.
100- ذلك من أنباء القرى أي: من أخبار الأمم.
منها قائم أي: ظاهر للعين.
وحصيد قد أبيد وحصد.
101- وما زادوهم غير تتبيب أي: غير تخسير. ومنه قوله عز وجل: تبت يدا أبي لهب أي: خسرت. [ ص: 210 ]
107- خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك مبين في كتاب "المشكل" .
108- غير مجذوذ أي: غير مقطوع. يقال: جذذت، وجددت وجذفت، وجدفت; إذا قطعت.
110- ولولا كلمة سبقت من ربك أي: نظرة لهم إلى يوم الدين.
لقضي بينهم في الدنيا.
112- فاستقم كما أمرت أي: امض على ما أمرت به.
114- وزلفا من الليل أي: ساعة بعد ساعة. واحدتها زلفة. ومنه يقال: أزلفني كذا عندك; أي: أدناني.
والمزالف: المنازل والدرج. وكذلك الزلف. قال العجاج:
طي الليالي زلفا فزلفا ... سماوة الهلال حتى احقوقفا
116- فلولا كان من القرون من قبلكم أي: فهلا.
أولو بقية أي: أولو بقية من دين. يقال: [قوم] لهم بقية وفيهم بقية. إذا كانت بهم مسكة وفيهم خير. [ ص: 211 ] واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه ما أعطوا من الأموال; أي: آثروه واتبعوه ففتنوا به .
118- ولا يزالون مختلفين في دينهم.
119- إلا من رحم ربك فإن دينهم واحد لا يختلفون.
ولذلك خلقهم يعني: لرحمته خلق الذين لا يختلفون في دينهم. وقد ذهب قوم إلى أنه للاختلاف خلقهم الله. والله أعلم بما أراد.
120- وجاءك في هذه الحق أي: في هذه السورة .
121- اعملوا على مكانتكم أي: على مواضعكم واثبتوا إنا عاملون
122- وانتظروا إنا منتظرون تهديد ووعيد.