مكية كلها
1- تبارك من البركة.
3- و (النشور : الحياة بعد الموت.
افتراه تخرصه.
12- سمعوا لها تغيظا وزفيرا أي: تغيظا عليهم. كذلك قال المفسرون .
وقال قوم: "بل يسمعون فيها تغيظ المعذبين وزفيرهم". واعتبروا ذلك بقول الله جل ثناؤه: لهم فيها زفير وشهيق واعتبر الأولون قولهم، بقوله تعالى في سورة الملك: تكاد تميز من الغيظ وهذا أشبه التفسيرين -إن شاء الله- بما أريد; لأنه قال سبحانه: سمعوا لها ; ولم يقل: سمعوا فيها، ولا منها.
13- دعوا هنالك ثبورا أي: بالهلكة. كما يقول القائل: واهلاكاه!. [ ص: 311 ]
18- نسوا الذكر يعني: القرآن.
وكانوا قوما بورا أي هلكى، وهو من "بار يبور": إذا هلك وبطل. يقال: بار الطعام، إذا كسد. وبارت الأيم: إذا لم يرغب فيها. وكان رسول الله -صلى الله عليه- يتعوذ بالله من بوار الأيم .
قال أبو عبيدة: "يقال: رجل بور، [ورجلان بور] ، وقوم بور. ولا يجمع ولا يثنى". واحتج بقول الشاعر:
يا رسول المليك! إن لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور
وقد سمعنا [هم يقولون] : رجل بائر. ورأيناهم ربما جمعوا "فاعلا" على "فعل"، نحو عائذ وعوذ، وشارف وشرف.
19- فما تستطيعون صرفا ولا نصرا قال يونس: الصرف: الحيلة من قولهم: إنه ليتصرف [أي يحتال] .
فأما قولهم: "ما يقبل منه صرف ولا عدل"; فيقال إن العدل الفريضة، والصرف النافلة. سميت صرفا: لأنها زيادة على الواجب.
وقال "من طلب صرف الحديث -يبتغي به إقبال وجوه الناس إليه - لم يرح رائحة الجنة". أي طلب تحسينه بالزيادة فيه. أبو إدريس الخولاني
وفي رواية أبي صالح: "الصرف: الدية. والعدل: رجل مثله" كأنه يراد: لا يقبل منه أن يفتدي برجل مثله وعدله، ولا أن يصرف عن نفسه بدية. [ ص: 312 ] ومنه قيل: صيرفي، وصرفت الدراهم بدنانير. لأنك تصرف هذا إلى هذا.
ومن يظلم منكم أي يكفر.
20- وجعلنا بعضكم لبعض فتنة يعني: الشريف للوضيع، والوضيع للشريف.
21- وقال الذين لا يرجون لقاءنا أي لا يخافون.
22- ويقولون حجرا محجورا أي: حراما محرما أن تكون لهم بشرى.
وإنما قيل للحرام حجر: لأنه حجر عليه بالتحريم. يقال: حجرت حجرا. واسم ما حجرت عليه: حجر.
23- وقدمنا إلى ما عملوا من عمل أي عمدنا إليه.
فجعلناه هباء منثورا وأصل "الهباء المنثور": ما رأيته في الكوة، مثل الغبار، من الشمس. واحدها: هباءة. و "الهباء المنبث": ما سطع من سنابك الخيل. وهو من "الهبوة". والهبوة: الغبار.
25- تشقق السماء بالغمام أي تتشقق عن الغمام. وهو: سحاب أبيض، فيما يذكر . [ ص: 313 ]
27- يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا أي سببا ووصلة.
30- يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا هجروا فيه، أي: جعلوه كالهذيان. والهجر الاسم. يقال: فلان يهجر في منامه، أي: يهذي.
38- وأصحاب الرس والرس: المعدن. قال الجعدي:
تنابلة يحفرون الرساسا
أي آبار المعدن. وكل ركية تطوى فهي: رس.
39- تبرنا تتبيرا أي أهلكنا ودمرنا.
43- أرأيت من اتخذ إلهه هواه يقول: يتبع هواه ويدع الحق، فهو له كالإله.
أفأنت تكون عليه وكيلا أي كفيلا. وقيل: حافظا.
45- كيف مد الظل وامتداده: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
ولو شاء لجعله ساكنا أي مستقرا دائما لا تنسخه الشمس.
46- ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا أي خفيا. كذلك هو في بعض اللغات.
47- جعل لكم الليل لباسا أي سترا.
والنوم سباتا أي راحة. وأصل السبات: التمدد. وقد بينت هذا في كتاب "المشكل" . [ ص: 314 ] وجعل النهار نشورا أي ينتشرون فيه.
50- ولقد صرفناه بينهم يعني المطر: يسقي أرضا، ويترك أرضا.
52- وجاهدهم به أي بالقرآن.
53- وهو الذي مرج البحرين أي خلاهما. يقال: مرج السلطان الناس; إذا خلاهم. ويقال: أمرج الدابة; إذا رعاها.
و (الفرات العذب.
و (الأجاج أشد المياه ملوحة. وقيل: هو الذي يخالطه مرارة. ويقال: ماء ملح; ولا يقال: مالح.
وجعل بينهما برزخا أي حاجزا -وكذلك الحجز والحجاز-: لئلا يختلطا.
54- خلق من الماء بشرا يعني من النطفة.
فجعله نسبا يعني: قرابة النسب.
وصهرا يعني: قرابة النكاح.
55- ظهيرا أي عونا.
62- جعل الليل والنهار خلفة أي يخلف هذا هذا. قال زهير:
بها العين والآرام يمشين خلفة ... وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
63- وعباد الرحمن أي عبيد الرحمن. نسبهم إليه -والناس جميعا عبيده-: [لاصطفائه] إياهم. كما يقال: "بيت الله" -والبيوت كلها لله- و "ناقة الله".
يمشون على الأرض هونا أي مشيا رويدا.
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما أي سدادا من القول: لا رفث فيه، ولا هجر.
65- كان غراما أي هلكة.
68- ومن يفعل ذلك يلق أثاما أي عقوبة. قال الشاعر:
[عقوقا] والعقوق له أثام
أي عقوبة.
72- مروا كراما لم يخوضوا فيه، وأكرموا أنفسهم عنه.
73- لم يخروا عليها صما وعميانا أي لم يتغافلوا عنها: فكأنهم صم لم يسمعوها، عمي لم يروها.
77- قل ما يعبأ بكم ربي مفسر في كتاب "المشكل" .